في عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا والريلز وفيديوهات التيك توك القصيرة، أصبحنا جميعًا وبالأخص الأجيال الصغيرة معتادين على تلقي كل شيء بشكل سريع ومختصر، ولا أخفي عليكم أنا حتى في بعض الأوقات أقوم بتسريع فيديو قد يصل ل ٢٠ ثانية فقط، تخيلوا وصل الحال لعدم الصبر على ٢٠ ثانية! فما بالكم من محاضرة ساعتين مثلًا، أنا أنقل لكم واقع حقيقي وعن تجربة، لكي لنفكر سويًا هل من الضروري الآن أن تتناسب وسائل الشرح وأساليبها مع الطريقة التي اعتاد الطلاب أن يفهموا بها الآن، أم من الضروري الرجوع لسابق عهدنا والتعود على الصبر والتركيز لفترات أطول بعد التخلص من إدمان الطريقة الحديثة؟
كيف نتعامل مع الأجيال الصغيرة التي اعتادت على تلقي كل المعلومات بشكل مختصر وسريع؟
هذه حقيقة تتعلق بتعاقب الأجيال ، ولكن لنبدأ بالتركيز أولاً على تعليم المدرسين الجدد أليات العمل الجديدة والتطورات التابعة لها سيكون لديهم مرونة أكبر في التعلم ، ومن ثم ننتقل للشريحة المتوسطة العمر (التي سنجد فيها بعض الصعوبة) ولكنهم سيستجيبون عندما يشاهدون المدرسين الأصغر قد يتفوقوا عليهم ويتجاوزهم في المهارة ،ثم ننتقل للشريحة الأكبر سناً وهم فئتين ، فئة ستتجاوب بحكم رؤيتها أن النظام السائد هو التعامل بالأدوات الجديدة فيبدؤا بتعلمها (بالطبع سيأخذ هذا بعض الوقت بحكم الصعوبة لديهم في التعلم) ولكنهم سيتعلموا ، وفئة سترفض التعلم ولن تتجاوب بشكل كافي حينها يمكن ببساطة تحويلهم لممارسة بعض الأعمال الإدارية والمكتبية من خلال الترقية .
حل ممتاز بالفعل، وأضيف عليه صرامة تطبيق نظام تطوير مهارات المعلمين والمحاضرين بحيث يصبحون كالطلاب تحت التقييم الشامل ويحتاجون لاجتياز الاختبارات والمقابلات المطلوبة حتى يستمروا في ممارسة منتهم وفقا لمتطلبات واحتياحات هذا العصر، مع زيادة المنافسة بفتح فرص أكبر أمام الأجيال الأصغر سنا للعمل، بحيث يحلون محل كل من لن يكون قادرا على مواكبة تطورات العصر.
التعليقات