في العادة تكون هناك مؤسسات تعليمية خاصة بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تكون مهيأة بالكامل لتناسب احتياجاتهم سواء في طرق التواصل أو التعليم أو التعامل، ولكن مؤخرًا أصبح هناك توجه لدمج هؤلاء الطلاب في بيئة المدرسة العادية، بحيث لا يزيد عددهم عن طالب أو اثنين في الفصل الواحد، وهنا تنقسم الآراء ما بين مؤيد للفكرة يرى أنها تشجيع وتدريب لهم على التعامل مع المجتمع، وفرصة لمحاولة التعلم والتأثر بأقرنائهم العاديين، و معارض للفكرة يرى أنه ضغط عليهم وكذلك على المعلم والطلاب العاديين، فهم كذلك سيحتاجون لوضع نظام جديد مناسب لاحتياجات زميلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما سيشكل تحدي بالنسبة لهم حول مدى استعدادهم وتقبلهم لهذا النظام الجديد، فماذا عنكم؟ ما رأيكم في دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة المدارس العادية؟
ما رأيك في دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة المدارس العادية؟
اعتقد ان تجربة الدمج بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين فى المدارس تعد خطوة مهمة فى تنمية المهارات الاجتماعية والتعليمية .مثلا لقد رأيت ذلك بنفسي من خلال تجربة طفلة دمج كانت تعاني من الوحدة وعدم التفاعل مع زملائها. فى البداية، كانت مهاراتها متوقفة، ولم تكن قادرة على التعلم بشكل فعال، لكنها عندما بدأت الدراسة مع الأطفال العاديين، حدثت تغيرات ملحوظة فى شخصيتها ومهاراتها.
مع مرور الوقت، بدأت هذه الطفلة فى التطور بشكل كبير فانها كانت تعاني من التعلثم فم الكلام، ولكن بفضل التفاعل المستمر مع أصدقائها فى المدرسة، أصبحت قادرة على التحدث بشكل أفضل. كما أنها كانت تخاف من المجتمع وتبتعد عن الآخرين، لكن الآن أصبحت تلعب معهم وتشارك في الأنشطة، مما عزز ثقتها بنفسها.
إن الدمج مع الأطفال العاديين لا يساعد فقط فى رفع قدرات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يعزز أيضًا من مشاعر التقبل والاحترام بين جميع الأطفال من المهم أن يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بأسلوب راقٍ وهادئ، خاصة من قبل المعلمين وزملائهم،لذلك يحتاج الأطفال العاديون أن يدركوا أهمية وجود أصدقاء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
التجربة ملهمة حقا، ولكن أنا أعتقد أن الطفلة كانت محظوظة فقط ببيئة المدرسة التي وضعت فيها، حيث قوبلت بالترحيب والدعم من زملائها والاساتذة فاستطاعوا اشعارها بالأمان لكي تتفاعل معهم وتأخذ خطوات نحوهم بعد أن تعلمت منهم أيضا وشاهدت كيف يتفاعلون مع بعضهم البعض ومعها، ولكن هل تعتقدين أن تجربة تلك الفتاة يمكن تعميمها بحيث نحصد نفس النتيجة مع كل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة سيتم دمجه في بيئة المدارس العادية التي قد لا توفر حتى دعم ولا تعليم جيد للطلبة العاديين فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة؟
التعليقات