كثير منا عاصر الفترة التي بدأت فيها الدنمارك بنشر الرسوم المسيئة، في البداية قامت الحكومة بالدفاع عن هذا التصرف تحت بند حرية التعبير، ولكن مع مقاطعة المسلمين للمنتجات الدنماركية والتأثر الشديد للاقتصاد والشركات الدنماركية بالمقاطعة كانت عملية منع تلك الرسوم وقيام الحكومة بالاعتذار للمسلمين بشكل رسمي.
لعل ماكرون يجهل تلك الحادثة أو لعل السعي وراء الاحتفاظ بكرسيه الرئاسي أعماه عن حقيقة أن الاقتصاد الفرنسي سيتعرض لهزة كبيرة قد تطيح بكرسي ماكرون وتسقطه في الانتخابات القادمة.
أعتقد أن المقاطعة للمنتجات الفرنسية هذه المرة أعنف بكثير من المقاطعة التي تعرضت لها الدنمارك سابقاً، ولذلك لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت التوعية لهذا الأمر تجري على قدم وساق.
أضف أن العالم بأسره يمر بفترة كساد سببه فيروس كورونا وإغلاق الأسواق، ولا شك أن فرنسا قد أصابها ما أصابها جراء انتشار هذا الفيروس.
كما أن الحملة التي يشنها ماكرون على الإسلام لم تقم بها أي دولة سابقة بهذا الشكل الرسمي وتلك الخطابات، رغم أن فرنسا تضم أكبر عدد من المسلمين في أوربا.
أعتقد أن ماكرون أمام خيارين: إما خسارة الانتخابات نتيجة الأوضاع الاقتصادية المستمرة في التدهور والتي سببها طيشه وحماقته، أو الإعتذار بشكل رسمي ومنع كل أشكال الإساءة للمسلمين في فرنسا أملاً في أن يرجع المسلمون إلى تناول الجبنة الفرنسية أو التعطر بالعطور الفرنسية.....
في الواقع مقاطعة المنتجات الفرنسية أمر سهل جداً على الشعوب المسلمة وذلك لتوفر العديد من البدائل ذات الجودة العالية، بينما سيكون أثر هذه المقاطعة كالصاعقة على الشركات الفرنسية....