حاول إنسانيوا النهضة و مفكروا عصر الأنوار صياغة أفكار يمكنها تحرير الإنسان من إستغلال الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تحطم العزائم و تقف كحاجز أما العلم و المعرفة اللاسكولائية. فأفرزوا بذلك ما يسمى اليوم بالعلمانية، و قد استمرت هاته الصياغة و تحطيم أغلال الكنسية خمسة قرون راح ضحيتها الملايين من الأرواح و ألفت حولها الملايين من الكتب. فجاء الرجل العربي المتسكع بين دروب باريس. فاسستهلك هاته الأفكار بين ليلة و ضحاها، و تأثر بها ليس لأنه فهم عمقها، و إنما لأنه عشق الرفاهية التي عاينها هناك، فأراد تطبيقها بسرعة ليس لتحرير الإنسان و إنما لأنه يجد فيها تبريرا مبتذلا لممارسة الجنس بحرية و تناول ما يحلو له من المسكرات. فاعتقد بأن هذا التطبيق يسهل فعله كإدخال القضيب في المهبل.
العلمانية بين الغرب و العرب
نعتك لمحمد و الصحابة بالشواذ هو ضرب من السفه، لم يتحدث المؤرخون الكبار كتوينبي و لوبون و فيشر بهذه الصيغة رغم أنهم درسوهم بطريقة نقدية و موضوعية بينما أنا و أمثالكم من جيش العلمانيين الذين يتحدثون عن فكرة لم يفهموها حتى، لم يقرؤوا التاريخ و إنما يستهلكون ما تتداوله الفيديوهات و تمرره من مغالطات ..
من جهة أخرى، داعش لا علاقة لها بالإسلام، لكن أعتقد أن شخصين يعتقدون ذلك المسلم الجاهل و العلماني العربي المتعصب...
أضف على هذا، أنك تحدثت عن المؤامرة مع أنني لم أذكرها البتة و إنما قلت بأن الربط الميكانيكي بين العلمانية و التقدم هو ربط سطحي مغفل، ثم قدمت طرحا مناقضا و هو أن الغرب لم يتقدم إلا لأنه اخترع وسائل للإستغلال و تفنن فيها بمنطق ميكافيللي العلماني ...
و لكن ما أستغرب منه هو النفاق العلماني، فهو يسب الرمور الإسلامية ثم يطلب من المسلمين أن يتقبلوه، و لكن التاريخ يخبرنا أن العلماني العربي يكره الإسلام، فما فعله بورقيبة في تونس و السيسي في مصر دليل على هذا..
سأناقض " في الأخير" و سأضيف أن رجل الدول المتخلفة سواء في إفريقيا أو آسيا أو امريكا اللاتينية التي تهاجر إلى الشمال لا تفعل ذلك حبا في الغرب أو العلمانية فهو لا يفهمها اصلا و لكنه يهاجر لأن الشماليين يشكلون 20% من سكان الأرض و يستحوذون على 80% من ثروات المعمور، بينما دول العالم التابع يشكلون 80% من سكان العالم و لا يتوفرون سوى على 20% من ثرواتها، فهجرتهم تكون من أجل الحصول حقوقهم المنهوبة من الشمال و الهروب من الظلم الذي يمارسه عملاء الغرب الديكتاتوريون الذين يحافظون على الوضع القائم الذي يوفر للغرب مزيدت من الإستغلال... لهذا نرى المسلم يهاجر إلى هناك محافظا على ثقافته و دينه.
و حتى و لو هاجرت إلى هناك هربا من الإسلام فإن الغربي سيعتبرك ذاك الرجل العربي المهاجر الغريب الأقل شأنا منهم..
إن كنت تكن الكره للإسلام فهذا رأيك و ذوقك و لا يحدد قيمة لفكرة على اخرى و هذا لا يهمني، ما يهمني هي أن أرد على المغالطات التي يمررها العلمانيون المستهلكون للأفكار الغربية ..كائنات الزومبي
التعليقات