هل هم فعلًا بهذا السوء الذّي يصوره بهم الجميع ؟؟! وهل هم مخطئون بفصلهم الدين عن السياسة ؟!
لماذا يصورهم العديد في الوطن العربي بأنّهم كافرون ويشوهون صورتهم ؟؟!
هل من الجيّد أن تكون الدولة علمانية أم لا ؟؟؟
بدأ تكفير العلمنة في المقام الأول بسبب المتشددين دينيا والقابضين على زمام السياسة عن طريق الديانة.
سواء في المجتمع الأوربي أيام النهضة، أو في بلاد المشرق العربي أيام الكبوات العثمانية.
حيث أن كلا الحالتين اتسمتا بالعفن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والانهيار الكبير لجل الطبقات الاجتماعية إلا المتآمرين مع الإمبراطور وهو الذي يستند في شرعيته على إيمان العوام في الكنيسة، لذلك كان الأمر يمضي بثلاثية قاتلة خانقة.
وطالب اللوثريون ومن قبلهم ومن بعدهم من المتأثرين بأفكار الإصلاح وإرجاع الأمور لنصابها من المتضررين كالفلاحين المساكين والتجار العاديين والأمراء المتأثرين وغالبية المجتمع المتضررة فقاموا صفين ودامت بينهم الحروب لسنوات ولكن ذلك أدى إلى الانتصار للعلمانية بسبب أنها متمدنة وغير همجية الطابع كما يتم عند الحثالة الملكية والسماجة المتسلقة بسم الدين على حياة الناس المساكين.
فقامت حركة الإصلاح على أساس متين وواضح من الرغبة في تحقيق التوازن للحياة بكل أشكالها وأنواعها وتقليل التسلط والهراء الكنسي+الملكي. وتحديد الصلاحيات والقوى والنفوذ.. الخ
وكذلك الحال عند الأتراك، حيث أن الحالة شبيهة بتلك المهزلة الأوروبية، فاضطر الخليفة المتخلف برمي التكفير والتشنيع على المطالبين بفصل الأمور عن بعضها وإدارتها بشكل سليم، فأوعز لجلاديه من أتباعه الخطباء والشعراء وكل الأصوات التقليدية المسموعة بأن كل أولئك كفار وزنادقة... الخ
وتلك طريقة المستبدين لإبقاء أنفسهم متمسكين بالسلطة والكرسي لأقصى حد ممكن وعدم السماح لأحد بتقويضه "مع أن أحدا منهم لا يريد ذلك!!"
ولكنه الخوف الذي ينبيء عن انهيار نفسي داخلي عند المستبد وكذلك البياطرة والكنسيين فعلوا حيث اتهموا الإصلاحيين بالكفر والإلحاد وكل الصفات المكروهة فقط لتشويه السمعة واستبقاء الكراسي لأنفسهم حتى آخر رمق.
وانتهى الأمر بفوز كاسح للعلمنة أدى إلى تسيد نتائج من أخذوا بها لشتى المجالات وأصبحوا الأول عالميا بعد أن كانوا في قهر وظلم.
وأصبحت القارة الأوروبية هي سيدة العالم لعدة القرون بسبب نتائج الإصلاح المتدرجة.
التعليقات