المشكلة بسيطة.. العالم لا يحتاجُ شيئاً اسمهُ دولة إسلامية، ولا حتى المسلمُون أنفسهم، لكن جمهور أمّتنا يُحبّون الأسماء البرَّاقة مثل هذه.
لو نظرتَ إلى أيّ دولة حديثة في العالم الأول، مثل السويد في أوروبا، أو اليابان في آسيا، أو أستراليا في جنوب العالم، فسوفَ تجدُ دائماً أنَّ هذه الدول تُطبّق أسمى وأفضل الأنظمة التي توصلَّت لها البشرية في تنظيم حياة الإنسان. ولا أعني - بالطّبع - أن هذه الدول مثالية، فمن السَّهل جداً أن تجمعَ قائمة بمشاكل تُزعجك عن أيّ مكانٍ في العالم، لكن هذه الدول تُقدّم أفضل نموذج واقعي، في عالمنا، للحضارة الإنسانية.
على الجانب الآخر، الشيء المُسمَّى "الدولة الإسلامية" هو محضُ نظرية فلسفيَّة لا وُجود لها في العالم، بل ولا أحد يدري كيف يجبُ تطبيقها، أو كيف يمكن ذلك، أو لماذا أصلاً. فما السَّبب الحقيقي الذي يجعلُنا نحتاجُ دولة في مُسمَّاها "الإسلام"، لو كانت بالفعل لدينا دولٌ حضاريَّة وتُؤمّن الحياة الكريمة للإنسان دون أن تكون "إسلامية"؟
يُمكنك أن تتحجَّج بأنَّ لا أحد في العالم يفهمُ دين الإسلام بطريقته الصَّحيحة، وأنا ما من دولةٍ نجحت بتطبيق مبادئ الإسلام كما يُفترض أن تُطبَّق، أو بأن كل العالم الإسلامي يخضعُ لتلاعب قوى شيطانية خارجية.. لكن مهما جمعت من هذه المُبرّرات، فالحقيقة الواقعةُ هي أنَّ النماذج المُطبَّقة الوحيدة لدينا لدولة الإسلام هي الآن في بعضٍ من أسوأ دول العالم وأكثرها فساداً وشراً، مثل السعودية، وإيران، وبالتأكيد داعش... لا أدري عنك، لكني أُفضّل النماذج الواقعية الناجحة على الفرضيَّات الخُرافيَّة التي يُناقشها الناس لساعاتٍ وأيام دُون أي طائل.
التعليقات