الانجاز هو فعل والفعل ليس له جنسيّة أو عرق. أما اذا كنت تقصد أنجازات قدموها العرب، فهي كثيرة. ولكن الاختلاف الذي قد يكون بيني وبينك، ليس في الانجازات، قد يكون فيما أعتبره بالنسبة لي إنجازاً قيّماً بينما لاتعتبره أنت كذلك.
فمثلاً في عام ٢٠١٥ تلقى الدكتور معاذ الخلف جائزة أفضل بحث دكتوراة في العالم في مجال هندسة البرمجيات. إلى جانب انجازات بحثية له ولغيره من عربٌ كثر.
فالمثال السابق ليس مثالاً وحيداً. بل الأمثلة متوفرة وذكرته كونه أقرب مثال حولي. ما أريد الوصول أليه هو، أن الانجازات القيّمة ليس لها علاقة مباشرة بالعرق، أو الضروف، فالانجازات القيّمة هي حلول لمشاكل يواجهونها البشر، والحل يولد من رَحم المشكلة.
بالعودة إلى نقطتي في البداية، ما اعتبره انجازا قيماً قد لاتعتبره أنت كذلك، هناك كثيراً من المتذمّرين في كل بلد وفي كل ثقافة يحبّون كتابة وقراءة مقالات جلد الذات التي لا تحل مشكلة أكثر من كونها تساعد في جعل قناعات القارئ دونيّة عن ذاته، مجتمعه، عرقه وثقافته. فعندما نقول أن ماقام به ستيف جوبز في إنشاء ورفع مستوى شركة Apple إنجازاً قيّماً يفيد صاحبه ويفيد البشرية، سوف تجد من يقول هذا ليس إنجازاً قيّماً أنما هو شر خطير على البشرية. فلو رجّحنا كلام المتذمّرين في أي انجاز قيّم، يجدر بنا أن نحذف كلمة انجاز من المعاجم.
وفي الطرف المقابل، ربما تقول هناك في الجهة الأمرى يضخمون أي عمل بسيط ويطلقون عليه انجازاً عظيماً يفيد البشرية وما الى ذلك. لو رجّحنا كلام هؤلاء ايضاً لأصبح كل فعلٌ مهما كان هو انجازاً قيّماً. فا الأمر نسبي. فما لا تراه انجازاً قيّما قد يراه شخصاً اخر بشكل مختلف.
لذلك في طرحك للسؤال نفسه بصيغة أخرى ما هي أهم الأنجازات التي قدمها العرب منذ 50 سنه؟
عندما اقول ترشح منتخب الجزائر لكرة القدم، لدوري ربع النهائي في عام ٢٠١٤، هناك من سيقول الرياضة لاتعبر انجازاً قيماً، وآخر سوف يقول الجزائر ليست عربية بل شعبها يتكون من أمازيغ وعرب فلا ينسب هذا الانجاز للعرب فحسب. ففي وجهة نظري ليس لسؤالك اجابة واضحة. أصحاب جلد الذات سوف يجيبون كذلك (لا انجازات قيّمة، بل انجازات مخيّبة)، والآخرين سوف يجيبون بشكل مختلف.
التعليقات