عند العرب قديماً كان المتداول الأكثر هو الكلام المنطوق والمسموع وكانت الناس تمتلك من السليقة السليمة والحفظ السهل الشيء العجيب

لهذا تجد من ينظم الشعر ينظمه ارتجالاً أو على الأقل يراجعه ذهناً دون الحاجة إلى الكتابة والمسودات

وكان الطرف الآخر الذي يسمع غالباً ما يحفظ مباشرة أو من مرات قليلة

ولهذا كانت الحروف والنقاط والحركات موجودة ولكن نطقاً لا كتابة وحتى عندما كانت تكتب فغالبا لكون لديهم سرعة بديهة وحذاقة تجدهم يعرفون المقصود من خلال السياق وطبيعة الموقف.

ولكن مع التقدم وكثرة العلوم والبدء بالتدوين والتوثيق وبداية الضعف في السليقة و العجم الذين دخلوا بالإسلام وانصهارهم بالمجتمعات العربية وتعلمهم اللغة ظهرت الحاجة لمثل هذه الأمور لضبط النصوص والمعاني وفق معناها المقصود بالضبط.

في هذه الحالة ستفهم الكلمة من سياق المعنى, مثلا الانجليزية لا يوجد فيها نقاط او حركات, وهناك كلمات تحتمل اكثر من معنى, وتحدد حسب السياق, مثلاً كلمة Right ممكن ان تعني صحيح, او اتجاه اليمين, او اليد اليمين ..الخ

طبعاً اللغة العربية اصعب بكثير, ولهذا وضع ابو الاسود الدؤلي علم النحو, ووضع النقاط على الحروف.