في زمن الكل يريد أن يتكلم أصبح الاستماع فنًا مفقودًا وكأننا نسمع فقط لنرد لا لنفهم غياب فن الاستماع دمّر قدرتنا على الحوار الحقيقي وحوّل النقاشات إلى ساحات معارك صوتية كل طرف يريد إثبات أنه الأذكى والأصح حتى لو لم يفهم نصف ما قاله الآخر أغلبنا يظن أن الكلام هو القوة بينما الحقيقة أن أقوى من في الغرفة هو من يعرف متى يصمت ليستوعب ومتى يتكلم ليضيف لا ليكرر حين نفقد القدرة على الاستماع نفقد فرصة فهم وجهات نظر مختلفة ونحرم أنفسنا من التعلم ونعيش في دوائر ضيقة من أفكارنا الخاصة والأسوأ أننا نحكم على الآخرين بناءً على نصف جملة أو كلمة اقتطعناها من سياقها ثم نتهمهم بما لم يقولوا في مجتمعنا أصبح غياب الاستماع كارثة فكرية وأخلاقية نحن لا نفهم بل نبحث عن ثغرة لنهاجم بها خصمنا صار النقاش صرخة وصراع لا حوار وإذا لم نعد الاستماع إلى مكانته الحقيقية فلن يبقى عندنا حوار بل فقط ضجيج وأجيال تظن أن النقاش هو الصراخ
غياب فن الاستماع يدمّر قدرتنا على الحوار الحقيقي
أشعر بأننا عقول قبلية متنكرة فى شخصيات تدعى الحضارة ، وحتى فى قبلية عقولنا انحيازنا لا يكون للقبيلة وكفى بل إنه انحياز لأراء شخصية مضطربة وغير مستقرة
فعلا وأحيانًا هذا الانحياز القبلي هو السبب في أن أي نقاش يتحول بسرعة إلى خصومة بدل أن يكون فرصة للفهم حتى لو اختلفنا طبيعي أن يكون لكل شخص رأي لكن المشكلة أننا نربط الرأي بالكرامة الشخصية فإذا تراجعنا خطوة أو غيّرنا وجهة نظرنا نعتبره هزيمة وهذا يجعلنا ندافع عن أفكار مرتبكة فقط لأننا قلناها من قبل أعتقد أن الخروج من هذه الدائرة يبدأ من تقبل فكرة أن تغيير الرأي ليس ضعفًا بل نضج وأن الاستماع للآخر لا يعني أننا تخلينا عن هويتنا
ما أكنا قبائل فعلًا :))) التحضّر لا يلغي التحيزات، أصلًا لا يوجد إنسان بلا تحيزّات، وإلا فهو بلا شيء، هو نفسه لا شيء، شخص "عدمي" بمعنى الكلمة.. وفكرة افكار متضطربة أو سوية، هي ايضًا خاضعة للتقييم الإنساني، عادة نقول شخص سوي لو هو لا يريد أذية الغير، وشخص معادي للمجتمع لو يريد أذية، أو ليس عند كود أخلاقي عمومًا، وأريد سؤالك: ما أصلًا مفهوم الحضارة التي تغيب فيها التحيزات والنزاعات؟؟ هي أقرب ليوجينيا افلاطونية، نحلم بها بالتأكيد.. ولكن هل موجودة؟
المشكلة ليست فى التحيزات المشكلة فى الحوار الذى أصبح من المستحيل إدارته بسبب تعصب كل شخص لرأيه ، لدرجة تعطى للقوى الحق فى التعدى على الضعيف ، وأحيانا تصل للتعدى بالضرب لمجرد اختلاف الاراء.
وليس معنى عدم وجود مجتمع يخلو من النزاعات انه غير قابل للنقض ، أما بالنسبة لماضينا واننا كنا قبائل فأنا مصرية ، والقبائل عندنا ليس طبيعة البلاد ، ولا تبنى الحضارات أبدا بذلك الفكر المتعصب
التعليقات