ذات مساء كنت أستمع لصديقتي وهي تحكي عن شقيقها الذي عاد من عمله مرهقًا جلس بصمت طويلًا ثم قال لأمه بصوت خافت "بس كنت محتاج حد يسألني إزاي كان يومي" قالت وهي تحكي أن دموعه كانت على وشك السقوط لم يكن يشتكي من الألم الجسدي بل من الوحدة هو لا ينقصه المال ولا المكانة الاجتماعية لكنه كان يفتقد الكلمة الطيبة والاهتمام حينها أدركت أن الرجل مثل المرأة تمامًا يحتاج للاحتواء والسؤال والمشاعر لكنه غالبًا يُمنع من التعبير ويُلام إذا بكى ويُعتبر ضعيفًا إن اشتكى وهكذا يكبت كل مشاعره ليبدو قويًا بينما هو في الداخل ينهار الاحتياج العاطفي ليس حكرًا على النساء والرجل الذي يحتاج إلى حنان لا يقل رجولة بل إنه أكثر إنسانية من رجل لا يعرف كيف يحب أو يُحب فلماذا يري المجتمع أن الرجل الذي يعترف باحتياجه للعاطفة ضعيف؟ شاركونا آراءكم
احتياج الرجل للعاطفة ليس ضعفًا بل إنسانية
بس كنت محتاج حد يسألني إزاي كان يومي"
ولكأننا أصبحنا في مسرح مشاعر لا في ميدان رجولة!
منذ متى صار الرجل ينتظر العطف والسؤال؟
وهل الرجولة اليوم تقاس بمدى الرقة والانكسار أمام الكلمة الطيبة؟
أي هزالٍ هذا؟ الرجل الحقيقي لا يشتكي، لا ينتظر، لا يطلب.هل تنتظر من العالم أن يحنو عليك؟ العالم لا يرحم، ولا يتعاطف مع من يبكي.
القوة لا تُمنح، بل تُنتزع… ومن أراد أن "يُحتوى"، فليجلس في الصفوف الخلفية.
الرجولة أن تُدفن مشاعرك، أن تتحمل، أن تواجه دون أن تنحني.ما يُسمى احتياج عاطفي عند الرجل هو بداية الانهيار...اليوم يسأل من يسألني عن يومي؟
وغدًا يكتب خواطر، ويطالب بالمساواة في الأحضان.
الرجولة ليست في أن يُفهمك الآخرون… بل في أن تُفهم نفسك، وتُسكت جوعك العاطفي بالقوة، لا بالاستجداء.
وهذا هو الفارق بين من يقود العالم... ومن ينتظر أحدًا ليسأله: كيف كان يومك؟
لا أرى أن كبت المشاعر هو الدليل الوحيد على الرجولة من يستطيع التعبير عن نفسه وطلب الاحتواء وقت الحاجة ليس ضعيفًا بل يكون واثقًا من نفسه بما يكفي ليطلب ما يحتاجه دون أن يخشى أن يُقال عنه ليس رجلًا لماذا نربط القوة دائمًا بالصمت والصلابة الرجل ليس آلة ولا يوجد قانون يفرض عليه دفن مشاعره ليُثبت رجولته الإنسان الطبيعي يشعر ويتأثر ويحتاج أن يسمع كيف حالك أرى أننا بحاجة إلى إعادة تعريف الرجولة بشكل أوسع يشمل التوازن فالقوة الحقيقية أن تعرف كيف تتحكم في مشاعرك لا أن تنكرها
التعليقات