أحيانًا تجمعنا الحياة بأشخاص لا نتوقع وجودهم في مسارنا رجل وامرأة يلتقيان في عمل أو دراسة أو صدفة بسيطة ومع الوقت ينشأ بينهما رابط إنساني جميل اسمه الصداقة كلمات مشتركة ضحكات صادقة دعم في الأوقات العصيبة لحظات تبدو خالصة لا يشوبها شيء لكن الحقيقة أن المشاعر لا تخضع دائمًا للقواعد فما يبدو بريئًا قد يخفي تحت سطحه ما لا يُقال وربما في لحظة واحدة تتغير العلاقة وتتبدل الملامح ليبدأ سؤال لا مفر منه هل يمكن أن تظل الصداقة بين الرجل والمرأة صافية لا يعكرها شيء أم أن هناك مشاعر مؤجلة أو رغبات دفينة تنتظر الفرصة للظهور حتى وإن ظلت العلاقة تحمل اسم الصداقة فقط رأيت حولي من حافظ على صداقات طويلة نقيّة لا تهتز مهما مر الزمن ورأيت من فقد أجمل علاقاته حين تسللت مشاعر خفية أو أسيء فهم النوايا بعضهم يقول إن الاختلاف بين الرجل والمرأة يجعل هذا النوع من العلاقات محفوفًا بالخطر مهما حسُنت النوايا وبعضهم يؤمن أن الوعي والنضج قادران على إبقاء العلاقة نقية مهما كانت التحديات ماذا عنكم أنتم هل تؤمنون بوجود صداقة حقيقية بين الرجل والمرأة أم أن المشاعر ستظل ضيفًا خفيًا لا يرحل؟ شاركونا بآرائكم وقصصكم فلربما تلهمون غيركم
الصداقة بين الرجل والمرأة... علاقة بريئة أم مشاعر مؤجلة؟
في رأيي ما في شي اسمه مشاعر خفية إذا الإنسان ممتلئ من الداخل
المشكلة مش بالرجل والمرأة المشكلة دايمًا بالفراغ اللي كل واحد بيحمله وبدور على مين يسكّته فيه
الصداقة الحقيقية بين رجل وامرأة موجودة لكن مش للي بيفتش عن انعكاسه في عين الآخر بل للي عارف نفسه كفاية لدرجة ما في شي بيهزه ولا حتى وهم العلاقة
أنا شخصيًا كانت عندي صديقة علاقة نظيفة جدًا بلا تلميح بلا انتظار بلا لهفة باهتة
لكن أنا اللي أنهيتها
مش لأنها أنثى
ولا لأنه تسلل شعور
لكن لأنه تسلل الفتور
وأنا ما عندي وقت أراقب الانحدار البطيء لأي شيء مهما كان شكله نقي
أنا ما بآمن إن المشاعر كائن بري يقتحم الإنسان متى شاء
أنا بآمن إن الرغبة قرار
وإن الانجراف ضعف
أنا بتحكم في رغبتي كما أتحكم في يدي
الرغبة ما بتقودني أنا اللي أقرر متى أستحضرها ومتى أطفئها
وما عندي استعداد أبرر انحدار أي شخص تحت اسم المشاعر
أنا ما بسمح لشهوة لحظية تهز بنائي الداخلي
ولا بعطي لعلاقة عابرة فرصة تصير مركز ثقل في يومي
أنا أعيش بثبات بارد
وما عندي مشكلة أكون قاسي إذا كانت القسوة نوع من النظافة
ما بحب العلاقات اللي تنمو من جوع
ولا الصداقات اللي تبدأ كتفاهم وتنتهي كمسرحية مؤجلة
الصداقة مش خطر
لكن اللي خايف منها غالبًا مش ناضج
اللي بيحكي إنها مستحيلة غالبًا هو نفسه ما فرق يوم بين الاحتياج والحب
مش لأن العلاقة صعبة
بس لأنه هو بسيط لدرجة إنه يتوهم إن أي دفء يعني شعور
ولأن الأغلب تعود يعيش برد داخلي فأول لهفة بتخدعه
اللي بيخاف من الاختلاط مش لأنه طاهر
لكن لأنه هش
أنا ما بخاف من العلاقات
أنا بس ما بمد إيدي لشيء مش ثابت
ما عندي رغبة أتحول لمحطة في حياة إنسان متقلب
ولا أكون اختصار عاطفي لأزمة مؤقتة
أنا لا أعيش ردّات الفعل
ولا أؤمن بالحاجة لأي أحد
أنا أؤمن بأن الإنسان إذا ما قدر يعيش نفسه لحاله
ما رح يقدر يعيش مع غيره إلا كعبء أو ظل
الناس تتعامل مع المشاعر كأنها موجة تجرفهم
لكن الموجة ما بتغرق إلا اللي نسي كيف يسبح
وأنا ما نسيت
أنا اخترت أرض ثابتة وما بتغريني دوامات اللذة العابرة
في النهاية
أنا ما بانجرف
أنا براقب
وإذا اقتربت من أحد
أقترب بكامل وعيي
وإذا انسحبت
أنسحب بكامل برودي
وبيني وبينك
أنا ما بخاف من الحب
بس بخاف أفقد السيطرة
وأنا ما بسمح لشيء يتحكم فيي
لا شعور
ولا وجه
ولا ذاكرة
ولا أنثى
وكل هذا مش تقليل من أحد
ولا فوقية على أحد
لكن لأن عمري ما كنت محتاج وجود حتى أحس بوجودي
ولأني جرّبت أكون في المنتصف وما شبعت
فاخترت أكون إما كل شيء أو لا شيء
ولأني عرفت قديش العلاقات ممكن تُستنزف لأجل وهم صغير
فبطّلت أراهن على دفء لحظي
ولا أستثمر في شي ما كان له جذر في وعيي
أنا ما بحتقر الشعور
بس ما بقدّس العشوائية
وما بآمن إن أي اقتراب إنساني لازم ينتهي بارتباك
ببساطة
أنا وصلت لمرحلة
إذا ما كنت قادر أعيش العلاقة بوضوح كامل
أفضل أعيش وحدتي بهدوء تام
هناك علاقات تبدأ على أنها صداقة بين رجل وامرأة لكنها مع الوقت تصبح معقدة بسبب غياب الوضوح منذ البداية فكرة أن العلاقة بين أي شخصين يجب أن تكون واضحة وصادقة وليست مجرد اقتراب بسبب شعور بالوحدة أو الحاجة للاهتمام من وجهة نظري إذا لم تكن العلاقة واضحة وتحمل احترامًا وحدودًا واضحة فمن الأفضل عدم الاستمرار فيها لأن المشاعر قد تظهر دون أن يشعر الشخص وهذا قد يؤدي إلى مشكلات أو توتر لأن الصداقة بين الرجل والمرأة تحتاج وعيًا واحترامًا من الطرفين حتى تستمر بشكل نقي وثابت
التعليقات