لماذا عندما نتحدث عن تأثير الشعائر في الأخلاق والسلوك وانعكاس ذلك على الحياة بوجه عام، نواجه بنظرة استغراب أو استصغار وتجاهل؟ والمؤسف، أن هذا الأمر يأتي من أشخاص مسلمين مثلنا، وبالأخص تلك الفئة المثقفة أو من يدعون الثقافة. بالنسبة لهؤلاء، الشعائر والمبادئ الإسلامية أمر ثانوي؛ الإسلام عندهم هو حوار عن صراع الحضارات وإشكاليات الحداثة ومعضلة حقوق المرأة ومحاولة مساواتها بالرجل. كأن ثقافتهم المزعومة تلك أسقطت عنهم الفروض والتكاليف، ومنحتهم حصانة وقداسة دينية...
وهم الاستعلاء الثقافي والأخلاقي
الناس أصبحوا يفصلون الدين عن الحياة اليومية كأن الدين مكانه فقط في المسجد أو في المناسبات الدينية أما العمل والأخلاق والمعاملات هي عندهم شيء منفصل هذا انعكاس لفكر مادي انتشر مع الوقت يركز على الإنجاز والمصلحة المباشرة ويتجاهل البعد الروحي بينما الحقيقة أن الشعائر إذا فهمناها بعمق هي جسر يربط بين الروح والسلوك وبين العبادة والحياة
مرحبا اختي مي..
أنت محقة تماماً في توصيفك لهذه القضية على أنها انعكاس للفكر المادي ( البرغماتي) الذي يجعل معيار القيمة هو المنفعة المادية التي تحقق المصلحة المباشرة ولو على المدى القريب ،مع تجاهل متعمد للبعد الروحي والأخلاقي الذي يمنح الحياة معناها الحقيقي. كلماتك ذكرتني قول الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فهذه هي الرؤية الشاملة التي تجعل الأفعال و الأعمال الحياتية كلها عبادة .
التعليقات