في عالم يتسابق نحو الإنجاز والكمال كثيرًا ما نجد أنفسنا أول من يجلد ذاته عند أول خطأ وأول من يشكك في قيمته بمجرد أن يتعثر في تجربة أو خيار لا شك أن النقد الذاتي أمر ضروري لتطور الإنسان لكن حين يتحول هذا النقد إلى قسوة داخلية لا ترحم يصبح عبئًا نفسيًا لا يساعد على التقدم بل يعيق كل خطوات النمو.
وهنا تظهر أهمية التعاطف الذاتي كمهارة نحتاج إلى تعلمها وليس كترف عاطفي في إحدى الدراسات النفسية تبين أن الأشخاص الذين يتعاملون مع أنفسهم بلطف ورحمة عند ارتكاب الأخطاء يكونون أكثر قدرة على تجاوز الفشل وتحقيق نتائج أفضل على المدى البعيد مقارنة بأولئك الذين يجلدون ذواتهم باستمرار فالطالب الذي يخفق في اختبار ما إذا سمح لنفسه أن يشعر بالحزن دون أن يصف نفسه بالفشل أو الغباء سيتمكن من مراجعة خطئه بهدوء والاستعداد بشكل أفضل للمرة القادمة وهنا يطرح السؤال نفسه هل نستطيع أن نكون متعاطفين مع أنفسنا كما نحن مع الآخرين؟ أم أن نظرتنا لأنفسنا تظل مشروطة بالنجاح فقط؟
التعليقات