كم من قرار ظننت أنك اتخذته بوعي، لكنه في الحقيقة كان مُبرمجًا مسبقًا في عقلك الباطن؟

نعيش حياتنا ظنًا منا أننا نتحكم في كل قراراتنا، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما نتصور. هناك جزء غير مرئي يقودنا من الخلف، يوجه ردود أفعالنا، يحدد مخاوفنا، يرسم طموحاتنا، بل حتى يحدد من نحب ومن نتجنب. إنه العقل الباطن، المحرك الصامت لحياتنا.

كيف يعمل؟

العقل الباطن لا يُجادل، لا يُحلل، ولا يتساءل. إنه ببساطة يستقبل المعلومات، يخزنها، ثم يعيد إنتاجها على شكل أنماط تفكير وسلوك. كل تجربة نمر بها، كل كلمة نسمعها، كل فكرة نكررها تترسخ داخله، لتصبح جزءًا من برمجتنا اللاواعية. ولهذا نجد أنفسنا نكرر الأخطاء نفسها، نخاف من أشياء لم نجربها، أو نشعر بالراحة تجاه مواقف لا نعرف سبب ارتياحنا لها.

هل نحن أحرار أم سجناء برمجتنا القديمة؟

إذا كان العقل الباطن بهذه القوة، فهل نحن مجرد دمى في يده؟ الإجابة تكمن في وعينا. بمجرد أن ندرك تأثيره، يمكننا التدخل. إعادة البرمجة ممكنة، لكنها تتطلب الصبر. التوكيدات الإيجابية، التخيل العميق، والعادات الصغيرة المتكررة يمكنها تغيير المسارات القديمة وزرع قناعات جديدة تصنع الفرق.

قوة القرار تبدأ من الداخل:

ما نؤمن به عن أنفسنا يشكل واقعنا. حين نؤمن أننا قادرون، ستعمل عقولنا بذكاء لتثبت ذلك، والعكس صحيح. لذا، قبل أن نسأل عن كيف نغير حياتنا؟، ربما علينا أن نسأل: ما الذي نغرسه في عقولنا دون أن ندري؟

A.S.A.K.W