أولا الله يرحم أبك ويغفر له, انا ايضا بعد وفاة أبي، ، شعرت أن العالم توقف فجأة. لم يكن الحزن مجرد شعور، بل حالة من الثقل التي رافقتني في كل شيء. توقفت عن العمل لفترة قصيرة، اعتقدت أنها كافية لاستعادة توازني، لكنني عندما عدت شعرت أنني لست الشخص ذاته.
بدلاً من التمهل وإعادة التفكير، ألقيت بنفسي في دوامة العمل. وضعت نفسي على رأس عدة مهام، كأنني أحاول الهروب من ذلك الفراغ الذي خلفه غيابه. كنت أعتقد أن الانشغال سيخفف الحزن، لكنه زادني إنهاكًا. كل مشروع كنت أبدأه كان ينقلني من شعور بالعجز إلى شعور بالثقل.
مع مرور الوقت، بدأت أسأل نفسي: ما الذي أسعى إليه حقًا؟ هل أحاول تحقيق إنجازات؟ أم أنني فقط أهرب من مشاعري؟ حينها قررت التوقف والتفكير في الطريقة التي أتعامل بها مع أهدافي.
اخترت أن أعمل على مهمه واحد فقط، لكن بكل طاقتي. أدركت أن الإنجاز الحقيقي ليس في كمية ما أقوم به، بل في جودة ما أحققه، وفي أن أجد وقتًا لنفسي، لأتعافى وأمنح مشاعري الفرصة لتأخذ مجراها الطبيعي.
اليوم، وأنا أرى خطواتي أكثر وضوحًا، تعلمت درسًا مهمًا: الحزن لا يُهزم بالهرب، بل بالمواجهة، والعمل هو أداة للتوازن وليس للهروب.
التعليقات