أتذكر عندما بدأت أتعامل مع البشر بشكل أوسع في سوق العمل، قال لي أحدهم جملة لا أنساها، "لا علاقة لي بنواياكي ولا بما يدور في ذهنك ولكن لي علاقة بقولك وفعلك وتعابير وجهك"

أحيانا كأشخاص نشعر أننا واضحين تماما في ما نقول أو نفعل، ولكن بالواقع نتفاجىء أن هذا غير صحيح، وأن الآخرين غير مدركين لأي من هذه الأمور، قد نشعر بالغضب أو الحزن ونتوقع من الطرف الآخر أن يدرك حالتنا العاطفية دون أن نعبر عنها بالكلام، وقد نشعر بالضيق ونلوم على الآخر أنه لم يفهم ذلك، يسمى هذا بعلم النفس وهم الشفافية فقد نميل أحيانا بأن نبالغ في تقدير مدى إدراك الآخرين لنا في فهم أفكارنا أو مشاعرنا وهي بالواقع قد لا تكون كذلك، أو ربما ليس بالقدر الذي توقعناه، وهذا غالبا ما يؤدي إلى توقعات لا تحدث. وينتج عنها بالتبعية سوء الفهم وأحيانا إحباطات كبيرة بين المقربين، كأزواج أو أخوات أو أصدقاء. لذا أريد أن نتناقش من واقع حياتي أكثر كيف نتغلب على وهم الشفافية الذي يصيبنا أحيانا ونحافظ على علاقاتنا من سوء الفهم؟