أجهضت المرأة 941 مليون جنين، بينما أزهق الرجل 203 ملايين إنسان في ال 100 سنة الأخيرة، و هنا تفوقت المرأة على الرجل في الاجرام و بفارق مريح جدا، و كل هذا طبعا تحت مسمى حق المرأة في التصرف بجسدها كما تشاء، إذ من حقها تنويع علاقاتها الجنسية مع العديد من عشاق، حتى إذا ما حبلت يكون الحل السهل أمامها هو الاجهاض.

و هذا الأمر ينسف نظرية الجنس اللطيف من قواعدها، و يدمر الفكرة الشائعة الرائجة بأن الرومانسية و الأحاسيس المرهفة و المشاعر الجياشة و العواطف الرقيقة موجودة حصرا عند النساء فقط، و بأن المرأة ضعيفة و مغلوبة على أمرها.

هذا من جهة، أما من ناحية أخرى فإذا تتبعنا المؤثرات على منصات التواصل الاجتماعي فسنجد أن 80٪ منهن يحققن المشاهدات و التفاعل و الأرباح عن طريق عرض أجسادهن، إذ نادرا ما تجد مؤثرة تصنع المحتوى الهادف و البناء أو تقوم بتحسيس و توعية و إرشاد متابعيها..

فالمرأة تفتح قناة على يوتيوب تنشر فيها وصفات الطبخ ثم تتكلم عن مشاكلها مع زوجها و أبنائها و عائلة زوجها، ثم تنتقل إلى المقالب و الضحك، فتجد أن كل هذا لم يحقق لها الأرباح المرجوة، لتقرر في النهاية الدخول إلى عالم "روتيني اليومي"، فتبدأ بعرض مؤخرتها و هي تغسل و تكنس و تنظف و تطبخ، فتنفجر قناتها بالاعجابات و التعليقات و المشاهدات و تأتيها مبالغ مالية لم تكن تحلم بها.

هنا تنتقل هذه المؤثرة لعرض سفرياتها إلى المالديف و دبي و تركيا، حيث تصور كل شي بدءا من الفنادق و المنتجعات التي تنزل فيها، مرورا بالمقاهي و المطاعم التي ترتادها، و انتهاءا باليخوث و الطائرات و السيارات الفخمة التي تركبها، لكنها تنسى تصوير الرجل الذي دفع ثمن كل ذلك طبعا مقابل أن يركبها، لتوهم الناس أن حياة الرفاهية التي تحياها مصدرها عائدات اليوتيوب، و الحقيقة أن هذا الأخير تستخدمه فقط للاعلان و الاشهار و الدعاية و التسويق لمنتوجها الذي تعرفونه كلكم حتى يراه الزبون المناسب القادر على الدفع بسخاوة.