( كن إنسانا ثم كن بعدها ما تشاء )


التعليق السابق
حتى شعوب الدول الداعمة لإسرائيل رغم تجاهل الحكومات لرأي شعوبها و سنها لقوانين قامعة لحرية الرأي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية

أتعجب يا مودة من تمسك هذه الحكومات بمواقفها المستبدة رغم ما يدركونه يقينًا عن تعدي الكيان الغاشم، كيف لنا أن نمنطق موقفهم الحالي مع ما سعوا في نشره عن بلاد الحرية وحقوق الإنسان بل وحقوق الحيوان والبيئة.

ما أذهلني حد الجنون أنني تابعت مقطعًا لمسؤولة في برلمان ما لا أذكر تفاصيله، تصرخ قائلة أنه لا يمكن التعاطف مع أشلاء الأطفال الفلسطنيين ولا يمكن مساواتهم بأي أطفال، انفعلت المجرمة هكذا عندما كانت أخرى تدين العنف وتقول أن الأطفال في كل بقاع الأرض سواسية ولهم حقوق.

لا أرى أن الإنسانية بخير ولست متشائمة فالدلالات على ذلك كثيرة ولا أريد إحصاءها غير أن الأحداث فعلًا كادت توصل المرء فينا للجنون من هولها ومن غرابة ردود الفعل عليها.

الآراء الفردية تعبر عن أصحابها و لا تعبر عن الرأي العام و أيضا لا تعبر عن الحقيقة ، لذلك على المتابع أن يحرص على تنزيه الأخلاق الإنسانية عن المزيفين الذين يلبسون لباسها ، فالمنتحلون كثيرون و لا يخلو منهم أي زمن .. فإذا سمعوا عن شعارات براقة انتحلوها و صنعوا فضائع بإسمها .. و ذلك كله بغرض تشويه سمعة ذلك الشعار .. بمعنى أن المتابع غير الواعي سينخدع و يربط بين ( ما لاحظه من دعوة الإنسانية من أخلاق و رحمة و عدل و حرية .. ) و بين ( أفعال منتحلي الإنسانية ) ...

و لابد للمتابع الذكي أن يفرق بين ( الإنسانيين فعلا ) و بين ( منتحلي الإنسانية ) .. و المنتحلون غرضهم التشويه دوما لإسقاط إعتبار القيم الإنسانية ، إنهم يهدفون إلى إرجاع الناس إلى الوراء إلى العصور البدائية .. لكن الإنسانيين يقودون الناس للنمو و الإزدهار و التقدم و الرفاهية .. فالإنسان هو شخص يتقدم للأمام و هو الذي يجلب الاختراعات و التطور للناس و يسهل حياتهم هو يدعو للحب و التسامح و الحفاظ على الأمن لجميع الناس .. لكن [ منتحل الإنسانية ] هو يدعو للحرب و الدمار و التخريب و زعزعة الأمن و يدعو للكذب و النفاق ... لذلك [ الإنسانية ] بريئة ممن ينتحلها بأفعال ليست منها و بريئة ممن يلبس [ لباسها ] بغرض النيل منها و تشويه صورتها أمام الرأي العام ..

غزة ليست وحدها تحت الحصار يا فاطمة ، جميعنا تحت الحصار بإختلاف أشكاله ، فمواقع السلطة و إتخاذ القرار في الدول الأوربية و الدول العربية ، و كل مواقع التواصل الإجتماعي و الأجهزة الإعلامية الغربية تحت السيطرة او المصلحة الصهيونية و توجه وفقا لأجندتها.

إيماننا بوجود الخير و الشر في كل شيء في هذه الحياة ، يحتم علينا الآن أن نؤمن بقوة الخير و الشر حتى في الإنسانية.

تلك البرلمانية قوة شر تتعامل مع الإنسانية كحق مستحق لفئة معينة دون غيرها و لا عجب في ذلك فالعنصرية في الأصل بدأت من الغرب و يروج لها دائما بشكل غير مباشر فهم دول التقدم و غيرهم دول تخلف ، حتى الحياة يرونها حق لهم و لغيرهم حق الموت.

و لطالما هناك أخرى أدانت العنف و طالبت بالحقوق المتساوية إذن هناك قوة خير أيضا.

وجود الخير وسط الشر مريح و مطمئن و لا بد للخير أن ينتصر و إن طال الأمد.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع