إلا أن الخير والشر لم يتم تقسيمه بهذه الطريقة المطلقة في الشرع والدين، وحتى الناس فلم يتم تصنيفهم بهذه الطريقة المحضة التي قمت بذكرها، وفي الموضوع المخصص الذي تقصده من هذا الطرح، حري بك أن تصلح نفسك وعائلتك، وأن تنشر الخير بلطف وسلاسة، وأن ينتقل الخير من شخص لآخر مع الأيام حتى يعم، أما فكرة الاحتجاج الذي قد ينتهي بخريف مدمر في البلد الذي تعيش فيه بحجة نشر الخير وقمع الشر فليست دائمًا هي الطريقة المثلى، والأمور لا تؤخذ بهذا التعميم دائمًا.
هل تشعر أنك تمتلك خيار عدم التصديق ؟
الله أعلم بأحوال خلقه ، لكن ما طرحته بشأن الصنفين هو مذكور في القرآن الكريم في عدة مواضع و آيات و قد ذكر الله أن هناك صنفين من الناس في الحياة : صنف يتبع ما تمليه عليه أهوائه و شياطينه و هم أصحاب السعير .. و صنف يتبعون و يبحثون عن الحق لكي تكون أعمالهم و أقوالهم طيبة نافعة يحبها الله و يحبها الرسول و الملائكة المرسلون .. و هو كل عمل و قول جميل يقرب من الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين المخلصين ..
مرة أخرى الله صنفهم وفق لتفاصيل غير التي تشير إليه ضمنًا في حديثك، ليس لنا أن نصنف الناس بناء على فكرة نؤمن بها نحن، وإن خالفونا فهم من أصحاب السعير، ليست هكذا تقام الدنيا ولا هكذا يتم إسقاط الدين على تفاصيلها.
أنا لا أهدف للتصنيف و التمييز بين الناس لأنه ليس من اختصاصي بل اختصاص الخالق .. و لكنني أطرح ما فهمته و ما لاحظته من واقع خبرتي في معرفة الناس .. من طبعي التريث و الصبر و عدم التسرع و كلامي هذا مطروح بشكل عام و ليس قرآنا و لكنه مقتبس من القرآن و الدين .. و من الملاحظة المباشرة للناس في الواقع .. لاحظت أن هناك من يفضلون الاعتزال و الابتعاد عن الواقع و العيش وفقا لأحلامهم و نظرياتهم .. و هناك من لا يبالون بأخلاق المجتمع شعارهم : ( أفعل مثلما يفعل الناس فإذا أحسنوا أحسنت و إذا أساؤوا أسأت ) و لو سألت شخصا منهم ( لماذا تكذب ؟ ) سيقول لك : الجميع يكذبون ، و هنا تعرف أنه ( شخص إمعة ) لا يفرق بين خير و باطل .. و إنما هو تابع و منقاد ، و المشكل أنه لا يحسن اختيار قدوته و مرشده و معلمه ، إنه يتبع ( المنظور العام ) ، رغم أن رأي الأغلبية لا يعني الصحة على الدوام .. قد يكون ( الحق ) مع شخص واحد .. و ( الباطل ) مع مجموعة أشخاص ... فالمعيار ليس بالأكثرية بل الحقيقة تعرف بمعايير كثيرة و الشعبية جزء بسيط منها ..
التعليقات