لا تجلس معهم، لا تجلس معهم، لا تجلس معهم، سيدمرونك، وستكرههم، وستندم، وسيقولون عليك في النهاية مجرد ولد عاق، اخرج من البيت، أجر شقتك الخاصة، ابحث عن عمل، استقل عنهم تمامًا.
ما الذي كنت ستشعر به في هذه الحالة ؟
هذا ما أنوي فعله ، و لكن من جهة أخرى أرغب في رد الجميل لهم على قدر ما أستطيع مقابل ما أطعموني و سقوني و تكفلوا بمصاريفي و معاشي و دراستي .. لقد أكرموني جدا في الجانب المادي و هذا يستحق شكرا ملموسا و عظيما ، و لكن بالمقابل داسوا على كرامتي في الجانب المعنوي النفسي و حملوني ما لا أطيق في طفولتي و في عز ضعفي و بقيت مجروحا بسبب ذلك لسنوات طويلة ، لأنهم استهانوا و لم يدركوا بعد أن الإنسان كائن شعوري له مشاعر سواء كان طفلا أو بالغا ، و هو بدون كرامته لا يساوي شيئا في عيون نفسه ، و لن يستطيع التقدم في حياته .. ، و مع ذلك أشعر بأنهم ضحايا و يجب أن أعفو و أسامح بحقي النفسي ... خاصة و أنهم كانوا ضحايا فكر مجتمعي سلبي فاسد .. و لهذا السبب بالذات تركيزي منصب على تغيير المفاهيم ، لأن العقاب وحده لا يكفي من دون تغيير منظومة ( الأفكار و المشاعر ) المتوارثة عبر الأجيال .. و هو شيء مهم جدا ..
هذا ما أنوي فعله ، و لكن من جهة أخرى أرغب في رد الجميل لهم على قدر ما أستطيع مقابل ما أطعموني و سقوني و تكفلوا بمصاريفي و معاشي و دراستي .. لقد أكرموني
جميل أن لديك قدر من التسامح والتفاهم من ناحيتهم، فهذا سيفيدك أنت أكثر منهم. معظم هذا الجيل لديه جرح من ذويهم. والأفضل فعلا أن تحاول أن تبني حياة مستقلة عنهم ولكن ليس بمعنى أن تنقطع تماما. اجعل لك منزل وحياة خاصة بك يسودها السلام والراحة وتستطيع فيها الشفاء والمضي قدما من كل ما عانيته، وحافظ على ودك وزيارتك لأهلك وسؤالك عليهم، ولكن ضع حدود لا تسمح وقتها أن يتحدثوا أو يتعاملوا معك بنفس الطريقة، كن صريحا ولا تخشى أن تخبرهم بأنك لا تحب ما قالوه ولا تسمح بهذا التجاوز في حقك.
اعتبر أن ما أطعموك وسقوك قد أخذوا حقه في إذلالك ونزع كرامتك، ولا مشكلة في أن تعطيهم مال بعد أن تقف على رجلك.
نعم سيأخذون أموالهم و جميع مستحقاتهم ، و لكن العلاقة و الرابطة الشعورية انقطعت ، و للأبد .
من رباك و نظر إليك كحيوان أعمال أو كآلة أموال و بنك من البنوك .. لن ينال منك سوى المال عندما تنجح و لن يحصل على غير ذلك .. لأن قلبك و مشاعرك لن تكون سوى لمن يستحقها فعلا ، و سنرى إن كانت الأموال ستجلب لهم السعادة التي كانوا يزعمون و ينتظرون ، و سنرى إن كان غنى المشاعر و القلب هو الغنى الحقيقي أم غنى الجيوب و تكديس الأموال .. و سنرى من هو الغني حقا هل هو من يربح الناس و يربح آخرته أو من يربح الدنيا و الأموال ؟
أعتقد أننا يجب أن نبدأ بنشر ثقافة تعلم الأهل أن الأبناء ليسوا ملكًا لهم ولا عبيدًا لهم، وأرى أن بداية نشأة هذه الثقافة تكون من تعليم الأبناء كيفية استقرارهم بعيدًا عن أهلهم.
أتفق معك نحن في حاجة إلى نشر ثقافة تعلم الأهل أن الأبناء ليسوا ملكًا لهم ولا عبيدًا لهم فالأبناء بشر لهم حقوقهم وكرامتهم، وحاجة إلى عيش حياة سوية مليئة بالحب والحنان.
ويمكن ان يحدث ذلك من خلال:
- تشجيع المقبلين على الزواج أن ينضموا إلى دورات تدريبية في تربية الأطفال وتعلم مهارات إدارة العلاقة مع المراهقين حتي يتعلم الأهل كيفية تربية أبنائهم بطريقة إيجابية، تعتمد على الحب والاحترام والتوجيه.
- تشجيع الأهل على التواصل مع أبنائهم. يجب أن يتواصل الأهل مع أبنائهم بشكل مفتوح وصادق، حتى يفهم كل منهما الآخر ويبني علاقة صحية.
- إنشاء حملات توعية تستهدف الأهل.
لكن لا أتفق معك في نشر فكرة تعليم الأبناء كيفية الاستقرار بعيدًا عن أهلهم فهذا ليس الحل.
التعليقات