امرأة بنغلاديشية تعرفت على هندي في الفيسبوك وأحبته فقررا الزواج لكن لا تملك جواز سفر فقررت الذهاب له حتى لو كان الثمن حياتها.
فقفزت في الماء وسبحت لأكثر من ساعة اجتازت أراضي موحلة فيها تماسيح ثم دخلت أدغال تسكنها نمور ثم اجتازت مستنقعات خطرة بين الدولتين حتى عبرت الحدود ووصلت له.
الجميل في الأمر أنه تزوجها فعلا عندما وصلت له.
السؤال هنا: لماذا قد تخاطر امرأة أو حتى رجل كل هذه المخاطرة من أجل الحب؟ أي حب هذا الذي قد يجعل أي إنسان يخاطر بحياته ومستقبله للوصول إلى حبيبه؟
علينا أن نتفق على أن المشاعر الإنسانية أمر في غاية التعقيد. لذلك فأنا أختلف معكَ في التساؤل نفسه يا إبراهيم. لأنني أرى أن الحب قيمة إنسانيّة متغيّرة للغاية. لا يمكننا توقّع تأثيرها على الإطلاق. وبالتالي يجب علينا أن نعيد النظر في مثل هذه الاستفسارات. لأننا نعتمد على عدد لا نهائي من التوقّعات يجب أن نكون مستعدّين له.
ويتخطّى تعقيد الأمر فكرة التساؤل حول التضحية نفسها. فهو يمتد إلى المزيد من الألغاز. فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن ترى درجةً من الفراق والغضب بين هذين الشخصين بعد فترة لم تتوقّعها أبدًا. لذلك فالتجربة الخاصة بمثل هذه المشاعر فرديّة، لا يمكننا أن نسأل أصحابها حول أسبابها ونخرج منهم بإجابات منطقيّة.
الشعور معقد لأنه ليس طاقة واحدة هو طاقات تكثفت و تجمعت فغطت مدارك عقل الإنسان لذلك سيسير الإنسان لوجهة الشعور كأن رياح خفية تدفعه نحو ما سيطر عليه و ما جعل الحب معقد هو صعوبة تفكيكه فهو ليس طاقة واحدة هو طاقات مثل طاقة الميل و طاقة العجب و طاقة التفهم و طاقة القبول و طاقة التفاهم و غيرها من الطاقات التي تعكس الانسجام و التناغم و العطاء و مع مرور الوقت تحدث الخلافات فتتفرق هذه الطاقات عن بعضها فتنعكس من هذه الفجوات طاقات أخرى معقدة كالغضب و الندم و ال.. الثابت هنا هو أن المشاعر متبدلة و غير مستقرة لأن ما تجمع و تكثف سيتفكك و يتفصل.
لا منطق في المشاعر، ولا أحد يستطيع التنبؤ بمسار أو نهاية قصة حب. حتى أصحابها لا يعرفون لها أسباب ولا دوافع ولا يستطعون استشراف مستقبلها.
يوجد لكل شيء منطق لكن منطق عن منطق يختلف فللمشاعر منطق غير مدرك بمنطق العقل و منطق العلم بسبب عدم قدرة العلم على إحاطة المشاعر لأن العلم هو الذي يحلل و يقيم و يصنف و يدرس الشيء بدقة من جميع جوانبه لكن المشاعر تغطي مدارك العقل فتتعطل آليات العلم كالقياس و الرصد و الوصف و الاحتواء و الاحاطة هذا ما يجعل الشعور غير قابل للتوقع لأنه مثل أحوال الطقس غير مستقرة و متبدلة و متغيرة.
الحب هو ليس مجرد شعور هو حياة جديدة تعكسها عين إنسان شاهد في غيره ما لم يشاهده غيره فيه هو اهتمام و عناية و رعاية و إقبال و أكثر من ذلك هو تبادل عاطفي و تكامل عقلي و شراكة ثنائية و تفهم و تفاهم و هذا الشعور يجعل للكائن الحي قيمة و يجعل للحياة معنى و يجعل للوجود غاية و للإنسان هدف أعظم من أن تكون الغاية من وجوده البقاء على قيد الحياة.
التعليقات