البشر لا ينصعون للغير مدى الحياة يا محمد هل تتذكر مساهمتي التي حدثتكم فيها عن الطبيب الذي عاش حياته بأكمله تحت ظل والده، هذا أكبر مثال على كلامي، هذا الطبيب كان يحب مهنة الطب، وأصبح طبيب برغبته، ولكنه استسلم لقرارات والده حينما ألغى شخصيته وجعل زميله الأكثر عبقرية منه يتولى كل العمليات ويقنع المرضى أن ابنه هو من فعلها.
وكما قلت في تعليقك أتى وقت على الابن ووقف أمام والده وتمرد وبالرغم من ذلك لم يتنازل عن مهنة الطب بالرغم من أن الأب كان دكتور إلا أن الابن كان يحب المهنة فعلًا.
وبالنسبة لمسلسل لن أعيش في جلباب ابي فالابن استاء من والده بسبب هذا التماهي وكره كل شيء يربطه بتجارة وفلوس والده، وجرب كل شيء إلا التجارة والانصياع لرغبات والده مع العلم أن جيناته كجينات والده ونجح أكثر من والده.
لا يوجد بشري يا محمد يستطيع إلغاء شخصيته وإقناعها بعكس ما تريد لأن عاجلًا أو أجلًا سنقول يا له من قدر عظيم هذا الذي جعلني أقابلك وأصبحك مثلك أو سنقول -كما قلت أنا- أنا لا أشبه أحد وأختلف عن الجميع، القرار ليس في أيدينا لنحكم على الشخص أن هويته أصبحت مشوهة لأنها دمغت بسبب ما فعله وقاله أبويه ولا يحق لنا ايضًا أن نقول أن هويته مثالية لأنه صنعها بنفسه فسواء هذا أو ذاك من يعيش الأيام ويتفاعل معها هو هذا الشخص وبإرادته الحرة أتخذ قرارات تجعله سعيدًا بحياته أيًّا كانت منبع أو مصدر تلك القرارات.
التعليقات