أسوأ صراعات الإنسان تحدث بسبب كيف يراه الناس وتأنيب ضميره. قد تصل إلى درجة من التشبع الفكري أو التوازن النفسي فتعتقد أن الأهم فيما تعتقده عن نفسك وأن نظرة الآخرين لن تغير أي شيء. هذا صحيح أحيانا جزئيا، حقيقة الإنسان فيما يعتقده عن نفسه، لكن من الحكمة أن لا نهمل ما هو غريزي. مهما تحرر الانسان يبقى خاضعا لتأثير الأحكام، في تصوري أن الانسان في مسيرة تطوره كان من الضروري أن يهتم كيفما يراه الآخرون وإلا ما استطاع الخضوع لأية منظومة أخلاقية أو يستطيع تنظيم القطيع والقوانين، هذه الجزئية لا يمكن فصلها أبدا عن كل الغرائز القوية الأخرى. على سبيل المثال إذا لم تتطور غريزة الأحكام فلن يشعر السارق بالذنب وهذا ما لا يخدم تطور القطيع. شعورك بالغرور أنك قد تفوقت أو تحررت من قيد الأحكام ما هو إلا طريق معبد يبدو مريحا للوصول إلى مساءلة الذات وتأنيب الضمير والتورط!
هل يستطيع الانسان التحرر من الأحكام؟
لكن من الحكمة أن لا نهمل ما هو غريزي. مهما تحرر الانسان يبقى خاضعا لتأثير الأحكام، في تصوري أن الانسان في مسيرة تطوره
إن شئنا أم أبينا- بعيدًا عن الدين- هناك أحكام مسبقة فرضت علينا، بعضنا تحرر منها وبعض لم يتحرر، الذي تحرر بدأ يعتمد على التفكير الذاتي، بدأ يستخدمه عقله، فإن استنتج عقله بعد التفكير أن تلك الأحكام، العادات والتقاليد وغيرهم غير جدير الايمان بها؛ سيتخلى عنها. دعنا هنا نقول هذا الشخص تمرد على كل ما لا يؤمن به. أما الذي لم يتحرر منها، فربما هو مؤمن بها كونها على قناعة بها وربما هو لم يعد يقتنع بتلك الافكار ولكن لا يستطيع أن يتحرر خوفًا من المحيط الذي يعيش به. أو أنه أراد أن يسير مع ثقافة القطيع.
في تصوري أن الانسان في مسيرة تطوره كان من الضروري أن يهتم كيفما يراه الآخرون وإلا ما استطاع الخضوع لأية منظومة أخلاقية
ذات مرة تناولت في مساهمة عن عادة ذكر اسم الفتاة أمام الملآ، نسبة كبيرة لهذا الوقت متمسكة بهذه العادة حتى في الأوساط المثقفة قد تجدهم متمسكين بهذه العادة. لماذا لأن الآخرين يرون أن من لا يتمسك بهذه العادة فهو خارج عن عادات المجتمع، ولكن ألا ترى بأن هذا مبالغ به! إن سرنا على ما يسير عليه الآخرين لن نرتاح البتّه! لهذا أن أؤمن بأن مراجعة هذه الاحكام من خلال استخدام العقل والتفكير الذاتي هو الذي سيجعلنا نشعر بأن اراء الآخرين لا تهمنا طالما نمتل كالقناعة تجاه تلك الاحكام.
التعليقات