إن الحضارة لا تؤخذ أو تعطى بالقوة، بل هي نتاج تجارب و تجاوب على مر القرون و يجب أن يترك لكل شعب الحق في اتباع قيمه و نظمه الاجتماعية و الفكرية التي هي خلاصة حكمة قومه و تجاربهم على مر العصور، فإذا أُريد فرض أفكار جديدة على مثل هذا الشعب تخالف معتقداته و تقاليده فإن نتيجتها الفشل و الخسران حتماً.
الحضارة و نتاجها و معطياتها
مثال على شعب يُحاول إرغامهم على قيم أو مُثل معينّة:
مثلاً الأوروبيون يتحاملون على الإسلام و المسلمين بشتى الطرق و الأساليب و يوجهون إليهم شتى التهم دون أن يفهموا حقيقة الإسلام و المسلمين، فهم يحاولون فرض ثقافتهم على الشعوب المسلمة بحجة أنها شعوب متخلفة لم تحضى بحظ وافر من العلم و التعليم و التطور..
نحن من نسعى لتقليد الغرب تقليد أعمى اعتقادًا من فئة كبيرة أن بهذا نكون قد أحرزنا التقدم ومواكبة العصر، وفي الوقت الراهن نستورد منهم حضارتهم الزائفة، وقيمهم البالية. وتقليد الغرب لم يقتصر على جانب بذاته، ولكنه وصل إلى أدق تفاصيل حياة الفرد المسلم المبتعد عن دينه، ليهرول وراء تقليعات العصرنة الحديثة، والتبعية العمياء للغرب. والنظر للغرب بأنهم مصدر للتغيير والتطوير نظرة محدودة،فالتغيير يشمل التطوير الذاتي والمجتمعي .
فالحفاظ على الهوية المجتمعية هذه مهمتنا كأفراد وزيادة الوعي والتخلص من أفكار الغرب المستوردة المسيطرة على عقول الكثير، خاصةً ما يتعارض مع معتقداتنا، لكن لما لا نقلدهم في تطورهم وتقدمهم العلمي عامة.
التعليقات