منذ أيام تحررت سوريا من نظام قمعي مخيف، اللهم بارك لهم ووفقهم لسوريا جديدة كما يحلم الشعب السوري، اختلطت في سوريا الفرحة مع مآسي ووجع رهيب وفظيع لما تعرض له المعارضين للنظام البائد، ولا يخيل إليك أي ظالمين هؤلاء الذين قاموا بتعذيبهم، أهم بشر مثلنا يأكلون ويشربون ويتألمون حسبي الله ونعم الوكيل والله إنني لم أستطع متابعة الكثير من القصص والمآسي من هول الألم والفظاعة، وأي شيء سيعوضهم غير الرجاء من الله الذي لا ينقطع، المؤلم أننا في هذا العالم لا يوجد رادع للظلام، فما تزال هناك سجون تعج بمساجين مظلومين ويتعذبون أشد العذاب، ولكن سأخص بالذكر هنا المعارض السياسي، لماذا يحكم عليه بأن يذوق العذاب والتنكيل والمأساة في عالمنا العربي، المشكلة أن الرئيس السوري المخلوع أصبح اليوم لاجئ لدوافع إنسانية، اليوم أصبح يعرف الإنسانية، منذ سنوات والمعارضين يذوقون الأمرين، هناك قصص ماتزال تدور في رأسي، أي قلب احتملها، وكأنهم عاشوا مع فرعون وتعلموا منه كيف عذب ماشطة ابنته، لا بل أعتقد وأكاد أجزم أنهم كانوا منحطين أخلاقيا ونفسيا يمارسون رذالتهم وانحطاطهم دون وعي وإدراك، قلبي يؤلمني على تلك الأم الأردنية التي فقدت ابنها أسامة البطاينة منذ ثمانية وثلاتين سنة تقريبا وماتت وهي تبكي ابنها لاتعرف له مصير، وعلى الفتاة التي قضت في سنوات السجن قرابة الخمسة عشر عاما وعلى الشاب الذي رأى غيره يموت حرقا، وعلى فظائع كثيرة، لم أستطع متابعتها، هل سجانهم ومعذبيهم كانوا يظنون أنهم سيعيشون أبدا، ألم يحسبوا للموت حساب وأنهم سيقابلون الله ويحاسبون على كل مافعلوا، إنهم بلا دين ولا ملة، حتى لو كانوا بلادين في النهاية سيموتون ألم يحسبوا لموتتهم حساب، هؤلاء شياطين الإنس وأفظع، ربما بكى الشيطان أحيانا من فعائلهم.
سجن صيدنايا هو فاجعة ونكبة بحد ذاتها، لحد اللحظة التي أكتب فيها مفالي يبحثون عن سراديب وغرف للمساجين حسبي الله ونعم الوكيل، هذا هو فعل من يعنقد أنه لن يلاقي الله تعالى، ماذا سيكون لو أنه اكتفى برحيله وترك عرشه لغيره وعاش بسلام وترك غيره يعيش كما يريد، الحرية سينالها الجميع ولو بعد حين مالداعي كان لكل تلك الآلام، فرعون تجبر وطغى وقال أنا ربكم الأعلى وفي النهاية أصبح جيفة هو وجنوده الغرقى، وذهبت لغيره وقامت من بعده ممالك ودول أخرى، في مثل عامي يقول "لو دامت لغيرك كان ما وصلتلك" وهاهي الآن لغيركم يا آل الأسد، ماذا كان الداعي لكل هذه الآلام ولسجن مثل سجن صيدنايا.
لن تقوم حضارة وتتطور وفيها الظلم سائد، قلبي يؤلمني بشدة أقول هذا وأنا مجرد مشاهدة لفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، مابال الضحايا أنفسهم وأهاليهم، الان هم بحاجة إلى دعم نفسي وطبي بعضهم يحتاج إلى إعادة تأهيل ولابد من إعطائهم خصوصيتهم ووقتهم هم وأهاليهم، ولابد للعالم أن يعيدالنظر في إنسانيته، كان يعلم هذا العالم بوجود سجن صيدنايا ويعلم بوجود الكثير أمثاله من السجون في العالم العربي وغيره ومنذ عقود، أتذكر أنني قرأت مرة كتاب عن معاناة السجناء السياسين في إحدى الدول العربية في حقبة خلت كانت معاناة فظيعة تقارب ما حدث في سجن صيدنايا، ومايزال الكثير مما لم يروى بعد في أنحاء العالم ويتجاهل أو يذكر من القوى العالمية كل بحسب مصالحه، على هذا العالم أن يعيد النظر في إنسانيته، ماذا سيفعل سجناء صيدنايا بأعمارهم و أجسادهم التي تعبت من القهر، من الذي سيعوضهم، والله إن هناك مشاهد تجعل الشخص يفقد الوعي من هول مايرى ويسمع من قصص التعذيب حسبي الله ونعم الوكيل.
آمل لسوريا وجل دعواتي لها بغد مشرق ومستقبل يتنفسون فيه الصعداء بعد كل هذه المعاناة وبئس الموت والخزي والعار لكل من مارس التعذيب والتنكيل لهؤلاء السجناء الأبرياء.
التعليقات