دوامة الفراغ القاتلة، فما أجد الفراغ سوى دوامة تجترف الإنسان داخلها حتى تنسيه مبتغاه، فالفراغ ذات طبيعة سيئة للغاية فهو يجمع في طبيعته بين الأنانية والشر ,أى أنه إن تركت له _بإرادتك_ من وقتك حيزاً صغيراً فلن يبرح حتى يستحوذ على ما تبقي منه رغماً عنك، وللأسف تلك الخاصية التى يتمتع بها تماشي وتجارى هوى النفس البشرية وجموحها الدائم نحو الراحة والاسترخاء و الاستغراق فى أنماط الشهوانية اللامحدودة، فبعد أن يمارس صفتيه التطفل واللذاجة على ما تبقي من وقتك فيفترسه حتى يشغل عمرك كله تصاب بشره، وقد يتهمنى الكثير بالقسوة في حكمى هذا في عجبة, "ازاى الفضا والانتخة شر مش للدرجة دى يعنى" لكن وعن تجربة الفراغ شر كبير، فهو يمنعك من التفكير الإبداعي عموما بل يمنعك نهائيا، فعقلك يحبذ وقتها الإسترخاء التام ولا يحبذ التطرق للتفكير ولو قليلاً، فتنشغل بالفراغ وهى من أصعب التجارب الوجدانية أن تنشغل باللا شيء، فتصبح داخل الدوامة الملعونة فلا أنت بقادر على مجرد التفكير في كيفية إنجرافك بدوامته _ دوامة الفراغ_ ولا الخروج منها عزيزى، سيتركك بحيرتك هذه حتى تلاحقك أمراض نفسية ولا تدرك أن مبعثها يوم تركت هذا اللص الذي يدعى الفراغ يتسلل إلى يومك حتى أتلف عمرك وذاتك، فأنا أظن بل أكاد أؤكد أن الفرد منا المنشغل بأداء أربع مهام بيومه سيكون بإمكانه إضافة مهمة خامسة وإنجازها أسهل كثيراً ممن لا توجد مهمة واحدة بيومه; من تملك الفراغ منه وسلبه حريته فى إنجاز ما تجمح إليه ذاته حتى أصبح أسيراً له. أظن أن هذا الأسر ليس بهين، فيتطلب منك أن تتحاشاه وتتلاشاه من البداية وإن وقعت به عليك بإثنين؛ الفكر والتفكير; الفكر وهو أن تكون واعيا لما يفعله الفراغ بك وتكون فلسلفتك الخاصة إيزاءه وأما عن التفكير فليس شرطاً أن يكون بمسائل معينة إنما التفكير عموما، فالتفكير والفراغ عدوان لا يجتمعان يتنافران دائما، فكما أزاح الفراغ تفكيرك مسبقاً أزحه أنت بتفكيرك أخيراً، لا تترك نفسك تقع داخل دوامة الفراغ عزيزي"
فاللهم اشغلنا بذكرك وبعمل يرضيك وارزقنا البركة في الوقت وابعد عنا الفراغ وشياطينه اللهم آمين ❤️🤲
التعليقات