• اسم الرواية: قبلات سينمائية.

  • اسم المؤلف: إيريك فوتورينو.

  • اسم المترجم: إيمان رياح.

  • دار النشر: الهيئة العامة للكتاب، سلسلة الجوائز.

  • سنة الإصدار: 2009.

  • عدد الصفحات: 233 ص.

  • التقييم: 5/3


للوهلة الأولى التي رأيت فيها الكتاب ظننت إنني أمام كتاب عن تقنيات السينما أو تاريخها، ولكن عند تقليب الكتاب، وقراءة الغلاف الخلفي، تفجأت إنها رواية من الأدب الفرنسي، من تأليف الروائي إيريك فوتورينو، وحاصلة على جائزة الفيمينا لعام 2007.

«لا أعرف شيئًا عن أصولي، ولدت في باريس من أم مجهولة وأب كان يصور البطلات، قبيل موته أسر لي أنني أدين بوجودي لقبلة سينمائية».

بهذه الطريقة سحبنا بطل الرواية إلى قضيته الأساسية، العقدة الرئيسية لرواية «قبلات سينمائية»:

  • من تكون أمه المجهولة؟

  • هل كانت نجمة سينمائية مشهورة، أم مجرد فتاة محبة للسينما؟

وخلال رحلته للبحث عن إجابة، يستعرض معنا تفاصيل عالم الإضاءة السينمائية، الفلاتر، العدسات، وضوء السيجارة الذي حول تجاعيد الوجه لامرأة جميلة. فقد كان والده يعمل «مدير إضاءة» في الأفلام السينمائية.

قصة رواية «قبلات سينمائية» ممزوجة بالظل والضوء، الظل المتمثل في الماضي وعالم أفلام الأبيض والأسود الغارق فيه البطل حتى أنفه، والضوء المتمثل في الحقيقة من حوله، كما لو إنها رحلة للبحث عن الذات.

تدور هذه القصة حول سعي «جيل هكتور» المحامي الفرنسي المرموق لإيجاد والدته المجهولة من خلال شاشات السينما، بين وجوه ممثلات الماضي. حيث يغرق في عشرات المشاهد السينمائية من أفلام الموجة الجديد للسينما الفرنسية؛ سعيًا وراء معرفة واكتشاف حقيقة أمه.

مع اقترابه من حل اللغز، ومن وصوله لحقيقة أمه، نجده يترك كل شيء، تاركًا عالم الأبيض والأسود، ليعود إلى عالمه عالم مزيج من ضوء وظل، وقد فهم أكثر عن نفسه، فالرحلة كانت للبحث عن الذاث لا طيف على شاشة سينما.

ثقافة المؤلف «إيريك فوتورينو» وسعة إطلاعه تبدو واضحة جدًا خلال صفحات الرواية، عبر سرد كم كبير من أسماء الأفلام والفنانين والمخرجين وأسماء العطور والمقاهي وقطع الحلوى والأماكن السياحية. إلخ.

لتبدأ رحلة ذات أجواء فرنسية بديعة، نجوب فيها الشوارع والأماكن الشهيرة، ونشاهد الأفلام، ونشم رائحة العطور الفرنسية في كل فضل من الرواية.

الرواية جاءت مزيج جيد بين الاثنين (البساطة والغموض). أسلوب المؤلف بسيط وشاعري. عبارات جميلة جمل بسيطة لا تحاول إبهارنا ببراعة زائفة. كلمات بسيطة لقصة غامضة.

لقد استمتعت أيضًا بالنهاية، جميلة ومليئة بالأمل وتجعلك تنظر إلى المستقبل. هذه الرواية جعلتني أرغب في اكتشاف كلاسيكيات السينما الفرنسية. رواية هادئة بديعة أرشحها لك.. قراءة ممتعة...