الهروب.......دائماً ما كان الهروب هو حلُنا السريع لأي أمر نمر به

لم نفكر حتى مواجهة ما قد نعاني منه , نأخذ الأمر على أنه شئ من العلقم أو أشد مرارة .

تأتينا الفرصة ونحن هاربون تضيع من بين أيدينا دون ان نفكر حتى كيف يمكن أن يكون الوضع المحتمل من المواجهة ؟! .... هربنا فقط وآنتهى الأمر أم انها فقط بداية الأمر إلى لا منتهى ؟


جالساً على الكرسي يتيه في الأيام التي قد خلت فالأيام الخوالي لا تساوي إلا أنها ذكرى خطت على أصابع يده , أو كتب عليه أن يعيشها لكِ يخلدها دون أن يُخلد , يتسامر مع المار والعاكف , يقول أن الدنيا زائله والكل زائل .....ينطق بما لا يصدق فكيف الكل زائل سوى ذكراها؟......


-ممكن بعد إذنك ؟

-نعم!

-ممكن تسبني في حالي؟

-هو يمكن الشمس تطلع من غير ما يكون القمر مر ؟

-بس أنا تعبت مــ.......

-متحاوليش إحنا قدر إتكتبنا على بعض.

-بس دي مش عيشة!....أنا مش عايشة أنا مكبوتة , مغصوبة إيه إلي ربطك بيا أنت دمرتني قولي إزاي بتحبني ده حب ده؟


تحرك من الشاطئ وهو يمشي على الرمال متجه إلى البحر غير مبالي إلى ما يدور حوله كالأعمى الأصم , لا يرى أمامه غير هدفه أمامه .... البحر.


-مش قادر أنسى حاجة إزاي محبتنيش زي ما حبيتها كل حاجة قدامي سوده زي العالم إلي جيت منه , ليه مفهمتش أني حبي ليها مش معناه أني عايز أأذيها؟ ليه الموضوع كان صعب ليه الأمر أنتهى بموتها؟؟؟!!


مش ناسي حاجة , كل حاجة قدامي كأنها شريط فيلم مرير بيتعاد ويتكرر بطريقة فظة ! مش كان ممكن تحبني هي إلي عاندت وأنا مقدرتش أبعد هي إللي عملت كدا هي إللي دمرتني مش كان ممكن لو سمعت كلامي كنا بقينا أحسن؟ بس إزاي كنا هنبقى مع بعض أصلاً!,إزاي و هي مش حباني ؟ , أنا كنت وكنت بس أنا دلوقتي بقِت ! نسيت بقِت ومسكت في كنت!


ظل يسير ببطء باتجاه البحر و الصمت يكاد يخنق قلبه .

هل حقاً آنتهى الأمر هل هكذا يجب أن يكون الهجر فقط تخط النهايات به ؟.

كل ما قدمته قد كان ثمناً لوداعاً هنا النهاية لا يجب أن نكمل.


كلماتها في عقلي كالسم القاتل لا مكان له سوى الموت , لا نهاية له سوى الموت كل الأمر عائد على قلبي أن يمُت , وعائد على عقلي أن يجن أو يتوقف


-أمشي ....ياريت مترجعش.


السير للبحر دون عودة لن أعود.....


-بحبه هو.... إفهم دي , هو يشبهني هو مني زي زيه مفيش إختلاف أنت مش إللي أتمناه ....


السير خطوات الشاطئ أفضل من السير لكِ فأنتِ أصبحتِ في الحلم المجهول.


الزغاريد تعلواْ في أذني , هل هنا النهاية؟ هل أصبحت له ؟


هل تلك حقاً بسمتها ؟

لم أكن أراها مطلقاً هل هي هنا نهاية الأمر ؟؟


يلامس يديها يقدم على صوابعها , سعادتها كل ما يغمرها سعادة الجميع فقط هي التي تظهر على المكان ووجوه الجميع عدا انا البائس عابس الوجه! , لم يشعر أحد بوجودي حقاً! هل أنا سراب هل أنا مجرد طيف لأحد ما مثلما قالت؟


لا أحد يراني ولا حتى هي !

......


جلسواْ و ألتفوا حول رجل يلبس لباس الأزهر مصطنعه..... نعم لا يمكن أن يكون رجل دين , لا يمكن أن يسمح الدين بأن أدمر.!

                                  ***

تقرب الأيادي من بعضها البعض كي يتحالفواْ مع بعضهم على نهايتي.......كي ينهون تلك القصة التي بدأت كي تتم خط أسطر خاتمة هذا القدر الذي كان حاجزاً لها من الحياة وكان لي هوائي ...ونبضي , متاع حياتي أو هي كل الحياة .....كيف لتكن الحياة من دونها من دونها لا حياة , ككل من تحالفواْ في الحروب لإنهاء المشاكل والأمور المضطربة ......فأنهواْ الأرواح دون إنهاء المكشلة......ها قد تم القضاء على روحي , نجح التحالف مبارك لإنتصاركم ....


شبكت الأيدي ببضعها بعد أن نادى الشيخ على وكيل العروس , وضع فوقها المنديل لإقام الميثاق الغليظ ......


أشاهد من بعيد وكأنه مشهد إزهاق روحي , كأني المختارعلى الأرض لكي أرى موتي وأنا حي , وكأني تمنيت أن أرى قتلي بعيني , أو واسطة موتي ........

قلبي يخفق دمعِ يتلألأ , يتجارى ببطء على وجنتي , تمالُكِ يتنهي أكد يغشى علي أو تنتهي أنفاسي .


الزغاريد بدأت تتعالى فعلمت أنه آنتهى الأمر .

تزاحمت القاعة و تصاخب صوت سماعات ال(Dj) , وتجمعت الإناث للرقص على ألحان موتي , أفتعلواْ دائرة وأصبحواْ يتطلعون بأعينهم على ذات الفستان الأبيض وصاحب البذلة السوداء .


يربت على يديها .....صدره يلامس نهدها .....يحتضن جسدها ....يده وسط خصرها .....يديها على على كتفيه .....يتمايلون سوياً ويتراقصون.


تحررت مني روحي في لحظتها , إنفكت من مكانها وذهبت تحلق إليها , تهرول إليها ترتطم بوجهها تقول ها أنا هنا ها أنا لن أترككِ تذهبين هكذا لن ترحلي دون أن تشعري بقلبك الجامد , حركي سكونك كفاكِ من القسوة فقد جفت سعادتي .....كفاكِ فقد إنتهيت.....كفاكِ فقد إنتهى أمري.


تقابلت عيني بعينيها وهي تتمايل حول يديه , إهتز جسدي دون درايتي إنتابته القشعريرة .....

أختفت بسمتها ورسم على وجهها الجحود قالت بعينيها وبها قسوة قادرة على هدم أعمار بلاد (لامكان لك هنا ) شعرت بكلماتها المطبقة على قلبها ولا تستطيع قولها , تبسمتُ رغم عني , بسمة إنكسار وحيرة , أزلت دمع عيني بأكمامي , لوحت لها بيدي أقول وداعاً , ولكن قالت عيني ليس هذا حق ما أستحق....


ها أنا أمام البحر مباشراً له ..... صارخاً في أصوات أمواجه بحكاياتي جالساً أمامه تائهً في دنياه , أنتظر قرار أمواجه ...........