طرح أحد الأعضاء هنا بحسوب قبل مدة رابطا لمكتبة مليئة بالكتب وقد وجدت بين العديد من تصنيفات الكتب مجلدا يحوي اسم مكتبة الثائر المسلم و قد استوقفني الاسم واطلعت على الملف لأجد أنها أعمال الرئيس الراحل معمر القذافي والذي كما يبدو كان يلقب بالثائر المسلم .

و من بين الملفات التي وجدتها داخل المجلد كتاب طالما سمعت الكثير عنه عنوانه الكتاب الأخضر , والذي حسب ما انتشر بين الناس كان يمثل الدستور الذي كان الرئيس يعتمد عليه في حكمه لكن لما اطلعت عليه وجدته على شكل كتيب صغير لا يتجاوز السبعين صفحة أشبه بالقاموس يحوي تعريفات لأهم المصطلحات السياسية .

الكتاب مقسم إلى 3 فصول

في حدود الستين صفحة تقريبا لكل فصل

الفصل الأول : حل مشكل الديموقراطية (سلطة الشعب)

يفتتح الفصل بذكر أن أكبر القضايا التي تختلف عليها الشعوب هي وضع تعريف متفق عليه وصحيح "لنظام الحكم" وينسب جميع الصراعات التي حدثت ولا تزال تحدث إلى الأنظمة السياسية المتصارعة لأخذ زمام الحكم ومحاولة كل نظام تطبيق مايراه الأصوب في نظره ،و في الكتاب الأخضر -حسب قول الكاتب- الحل النهائي لهته المشكلة .

1)المجالس النيابية :

لمن لايعرف نظام الحكم في ليبيا فسابقا لم يكن هنالك مايسمى بالبرلمان وقد اتضح اتجاه الرئيس جليا في ذلك عبر نقده الاذع لما يسمى بالمجالس النيابية والتي وصفها حرفيا بالتدجيل .. فالديموقراطية تعني سلطة الشعب والنيابة تعني غيابه وبدلا من ذلك تواجد ممثلين عنه وهذا مايتعارض مع مبادئ الديموقراطية .

2)الأحزاب السياسية :

بغض النظر عن اللهجة القاسية التي انتقد فيها الكتاب الاحزاب إلا أنه كان مصيبا في تفريغ مفهوم الحزب من معناه الحقيقي فأصبحت المنافسة بين الأحزاب غير شريفة وكل حزب يحاول القدح في الآخر فقط ليتفوق عليه ويأخذ أكبر عدد من المقاعد ولو على حساب أحقية الآخر وصلاح منهجه وبرنامجه ، باختصار فالأحزاب ليست سوى تعريف آخر للقبلية و العرقية.

3)الطبقة :

الطبقة حسب تعريف الكاتب هي كالأحزاب لكن بمفهوم أشمل وأوسع حيث تحوي أناسا من مرتبة مادية واجتماعية معينة لكن سلبيتها كسلبيات الأحزاب فبروز احدى الطبقات يكون على حساب انحسار أخرى لذا فلو سادت طبقة على أخرى فهذا يعني أن النظام قد تحول إلى نظام ديكتاتوري.

4)الاستفتاء :

الاستفتاء أي أن يعرض عليك قرار ما ولك حق القبول أو الرفض وهذا تدجيل أيضا في نظر الكاتب فمن سيختار نعم له الحق في ذكر سبب ذلك ومن سيختار لا له تبريره أيضا و الاستفتاء يلجم المصوت عن ابداء سبب تصويته

5)المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية :

في هذا الجزء من الفصل يعرض الكاتب الحل ويخبرنا بأن اللجان الشعبية والمؤتمرات هي الأسلوب الأمثل لنظام الحكم ومايميز هذا النظام باختصار عما سبق هو استحضار سلطة الشعب و اشراكه في عملية الحكم عبر تقسيمه إلى ما أسماه بالمؤتمرات الشعبية ثم اختيار لجان من تلك المؤتمرات تقوم بتنفيذ السياسات المتفق عليها .

6)شريعة المجتمع:

الشريعة الطبيعية لأي مجتمع هي العرف أو الدين ، أي محاولة أخرى لإيجاد شريعة خارج هذا المصدرين هي محاولة باطلة وغير منطقية ، الدستور لايمكن أن يكون شريعة المجتمع بل هو مجموعة قوانين وضعية أساسية من صنع الانسان ، الانسان واحد في كل مكان وزمان لكن الدساتير تم وضعها على حسب أمزجة أنظمة الحكم و حقوق الناس بين الدول مختلفة باختلاف حكوماتها والأصح أن تكوين أنظمة الحكم تكون انطلاقا من العرف أو الدين وليس العكس .

7)الصحافة:

حرية التعبير حق مكفول للجميع ، يستطيع أي شخص ما أن يعبر عن جنونه وهو حر في ذلك ، الصحيفة وسيلة تعبير للمجتمع وليست وسيلة تعبير فردية ، إدعاء شخص يملك صحيفة لنفسه بأنها صحيفة رأي عام هو ادعاء باطل لذا لا يجوز للفرد امتلاك وسيلة نشر أو إعلام عامة، الشخص الطبيعي له الحق 'ديموقراطيا' في التعبير عن رأيه فقط و لو سار العالم بهذا المنهج فسينتهي بهذا مشكل حرية الصحافة بالعالم .

رابط الكتيب على الدرايف :

https://drive.google.com/op...
ماكتبته هنا طبعا ليس سوى بعض الأفكار المبعثرة التي التقطها من الكتاب ولا يمثل ما كتب معمر ككل لكن كفصل أول أتفق مع الكاتب في جل وصفه لسلبيات انظمة الحكم الحالية وأرى أن تحليله منطقي جدا ويدل على سعة فهم لكن كحلول قدمها لا أملك رأيا صريحا فيها كوني لم أستوعب بالضبط المقصود باللجان الشعبية والتي اقترحها هو كأفضل حل، منافسا بذلك جميع الأنظمة المتواجدة في العالم حتى الغربية منها .