كلما دخلت مكتبة أجد الرفوف الأمامية محجوزة لروايات "الأكثر مبيعاً" بأسماء بعضها لم أسمع عنها من قبل، بينما يقبع يوسف إدريس ونجيب محفوظ في الزوايا البعيدة يغطيهم الغبار. المثير للجدل هو الهجوم الدائم من "نخبة القراء" على أي عمل يتصدر التريند، ووصفه بالسطحية أو أدب المراهقين، في مقابل ملايين الشباب الذين يرون في هذه الروايات الخفيفة بوابتهم الوحيدة لعالم القراءة.
ذكرني هذا بموقف حين قرأت رواية "بسيطة" جداً تسمي (مالك) حسب ما اتذكر كانت تعرضت لهجوم كاسح، لكنها بصراحة أعادت لي شغف القراءة بعد شهور من الركود، بينما لم أستطع إكمال رواية عظيمة مثل ساق البامبو فازت بأهم الجوائز لأنها كانت غارقة في التنظير والتعقيد. هو صراع لن ينتهي بين جيل يقدس "المتعة" وجيل يقدس "القيمة" واظن انه لا يجب علينا الاتفاق مع مدرسة واحدة طوال الوقت لكننا نتأرجح بين تلك وذاك حسب مزاجنا بكل بساطة، لانه قليلون من يدركون الشعرة الرفيعة بين تبسيط الأدب وبين الانحدار به، لكني بعد الوقوع في فخ الاكثر مبيعا اكثر من مرة افكر فعليا أن المبيعات الضخمة ليست سوى وهم تسويقي لا علاقة له بجودة ما نقرأ.
التعليقات