لدي عادة شراء الكتب، وإن كنت لا أقرأها كلها في نفس الوقت، ولكني لا أحب أبداً عادة اكتناز الكتب لمجرد الاكتناز أو "التحويش"، ليكون لدي مئات الكتب التي ترص رصاً على الأرفف ويكون شكلها جذاباً لكن في المقابل معدل القراءة ضئيل والاستفادة قليلة، يقع في ذلك الخطأ الكثير من الأصدقاء الكتاب والقراء، دائماً رأيي أن هذا كمن يكتنز المال ويحرم نفسه من الملذات وفي النهاية يموت فقيراً تاركاً ماله لغيره.

والكتب حين تترك للغير أو الورثة ربما يساء تقدير مكانتها، فنجدها تلقى جانباً دون أن يعبئ بها أحد، وفي أحسن الأحوال تباع في المزادات بثمن بخس. وهذا ما حدث للكثير من مكتبات الفنانين والمثقفين على اختلاف أفكارهم مثل مكتبات يوسف الشاروني ونوال السعداوي و الممثلين المصريين نور الشريف وسمير صبري.

من حقق المعادلة الصعبة الكاتب والشاعر أيمن العتوم فهو يمتلك مكتبة مكونة من خمسين ألف كتاب وفي المقابل لديه شراهة في القراءة، وصرح أنه أوصى بأن تتحول هذه المكتبة الضخمة لمكتبة عامة بعد وفاته لتعم الفائدة.