الفكرة الملحة عندي هنا، أن اليهودية قدمت حجر الأساس لما تراكم بعدها وضعا أو وحيا من الديانات الإبراهيمة اللاحقة، خاصة العقائد الكبرى في الإسلام والمسيحية، أو التفريعات الإشكالية مثل الصابئة والغنوصية. على كل حال، الفكرة الأساس هنا، هي فكرة واحدة: ضرورة الإيمان بوجود إله واحد، أو ما يُعرف بـ (التوحيد)، حتى أكثر المعتقدات جدلية مثل الإيمان بالثالوث المسيحي (الأب، الابن، روح القدس)، ترى أن هذا الثالوث ما هو إلا تجليات مختلفة لإله واحد، الرب هو الرب، وعيسى ابنه، وعيسى نفسه هو الرب. في الواقع، هناك بعض الشطحات الصوفية في الإسلام القريبة من نظريات (الفيض) و(الحلول) وبعض مذاهب الشيعة تعطي تصورات مشابهة. حتى أن محمد يتم اقتران اسمه مع اسم الله في الشهادتين، وتم تقريبه من الله في رحلة الإسراء والمعراج. وهناك تصورات إسلامية مغضوب عليها تُجسد الله في صور معلومة. العجيب أن لفظة (الله)، هي المتداولة عند العرب مسلمين أو نصارى. الله واحد لا ثاني له، فكرة قوية جدا، بل وتلعب أساسا في بعض المعتقدات الوثنية، التي تميل لتأليه شخصية ما بوصفه إلها واحدا بدلا من الذهاب وراء عدة آلهة. وتاريخيا لا تزال دعوة إخناتون محل جدل ودراسة إلى اليوم.
الكتب المؤسسة للأفكار #10: التوراة، الزبور، التلمود، التناخ، العهد القديم، إلخ
قصدي أن أركز على الفكرة الأساسية التي خلقتها الكب اليهودية، وهي فكرة التوحيد، وأقصد أيضا أن التوحيد هو المحور الرئيس في الديانات الثلاثة بما في ذلك المسيحية، فرغم مبدأ التثليث، إلإ أن لديهم معتقد أصيل أن الرب واحد (أو لدى فئة منهم)، وبالتالي يصح تصنيف الدينات الرئيسية الثلاثة في الإبراهيمية بأنها ديانات توحيدية، بغض النظر عن أي تصورات أخرى في القبطية المسحية أو الصوفية الإسلامية.
وكما نقول نحن المصريين: الرب واحد، والأرض واحدة.
برأيي يا رايفين أنه حتى لو كان التوحيد سمة مشتركة بين الأديان الثلاثة، إلا أن اشتراكهم في هذه الصفة لا يجعل التشابهات بينهم كبيرة، فالدين اليهودي مثلاً إلى حد كبير هو دين قومي يختص بسلالة معينة، وكان الدين المسيحي في بدايته مشابهاً لذلك وبدأت دعوته بين بني إسرائيل أولاً (لم يكن ذلك لسبب جغرافي) قبل أن تنتقل لباقي العالم.
والفرق بين الأديان كبير سواء في الظاهر أو الجوهر حتى لو كان مشترك بينهم معتقد التوحيد.
أنا هنا لا أحاول أن أوحد بين الأديان الثلاثة، ولا أنكر الفروق بينهم، أنا أركز فقط على أكثر فكرة صدّرتها لنا الديانة الإبراهيمية، وهي الفكرة التي كانت بذرة -من ناحية عقلانية صرفة- لنشوء الديانات التوحيدية التالية عليها، بدليل أنه لا يوجد دين لاحق أنكر ما سبق (لا المسيحية ولا الإسلام)، بل وظل هناك تمسك واضح بفكرة الإله الواحد.
نعم، أنا أميل بشكل كبير لكون إخناتون، إن لم يكون نفسه موسى كما تنص النظرية المشهورة، فهو على الأقل تأثر بالديانات التوحيدية الإبراهيمية، نظرا إلى تواجد ثلاث أنبياء كبار في مصر قبل إخناتون؛ إبراهيم ويوسف وموسى. وتولى يوسف وموسى مناصب مهمة في مصر. ونضيف عن سليمان ما يقال عن زواجه بابنة فرعون لتطويد العلاقات السياسية والعسكرية. كل هؤلاء أنبياء كبار في الديانة الإبراهيمية (الحنيفية).
إن لم يكون نفسه موسى كما تنص النظرية المشهورة
أنا أعرف النظرية التي تقول بعدم وجود بني إسرائيل وموسى في مصر من الأساس، لكن لم أسمع بنظرية تقول أن موسى هو إخناتون!
أن موسى هو إخناتون!
نعم ابحث عنها
النظرية التي تقول بعدم وجود بني إسرائيل وموسى في مصر من الأساس
لا أتفق معها، رغم أننا تقريبا عميان تاريخيا
التعليقات