بنفس الطريقة، نجد أن الإنجيل منسوب إلى عيسى بن مريم، وأنا كعادتي أميل دائما إلى نقد كل المعتقدات الدينية والمقدسة، لكن لا يمكنني أن أزعم أن محمد كان يجيد القراءة، لأن ذلك تقريبا ثابت تاريخيا، أيضا لا يمكنني أن أزعم أن سيدنا عيسى مولود من أب وأم، لأن ولادته الإعجازة من أمنا مريم تكاد تكون هي الأخرى ثابتة تاريخيا. ما قد يفتح المجال لتساؤلات حول إمكان تكرار هذه الظاهرة البيولوجية قبل أو بعد حدث ميلاد المسيح، لكن هذا ليس محور النقاش هنا.
المسيح، يسوع، أو سيدنا عيسى، هو أرق الأنبياء المعروفين في الطوائف الإبراهيمية، سيدنا محمد كان الأكثر عدلا، لكن لا يمكن الزعم أنه كان برقة عيسى بن مريم، والسبب واضح ببساطة، ذلك النبي الفقير الذي كان يفترش الأرض متوسدا ذراع، ويغطي رأسه بذراع، ويركب حماره، وكان مستعدا لأن يتم صلبه (سواء تم ذلك أو لا، في المسيحية والإسلام، معروف أن المسيح رُفع -بشكل أو بآخر- إلى السماء).
لنفترض أنه كان رقيقا إلى درجة الضعف، ولم يؤسس في عهده أي أمة أو قوة، لكن تاريخه الشخصي كان خالي من الدماء، وهي أكثر إدانة تقدم إلى الإسلام، الذي لا أنكر أنه دين سلام، لكن بنفس القدر، كانت المسيحية دينا للمحبة (وهي نفسها تعرضت لنفس القدر من التشويه والتأويل العنيف لتبرير الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش).
التعليقات