في بداية الرواية هناك شخصًا أوكل مهمة كتابة رواية عن حياته إلى كاتب، فيراسله الكاتب ليوضح له أن هناك معضلة وهي أن الدوافع التي ذكرها الشخص الحقيقي أثناء قيامه ببعض الأفعال غير منطقية من حيث البناء الروائي، ففي الرواية ينبغي أن يسبق القرار أو الحدث سلسلة من الأفعال والأحداث التي تمهد له فلا يصبح حينها الحدث مفاجئًا أو شاطحًا للقاريء.

لكن هل يحدث ذلك بالحياة الواقعية؟ الإجابة باختصار لا! أو على الأقل ليس دائمًا، فليس شرطًا في الحياة أن تسير الأحداث بتسلسل معين، ولا يعني حتى القيام بشيء الحصول بالضرورة على النتيجة التي تتوقعها بنسبة 100 ٪، بل قد يفعل شخصان نفس الشيء وإن كانا توأمان ويحصلان على نتيجة مختلفة، كما أن الكليشيهات أو الحبكات الدرامية المكررة لا وجود لها بأرض الواقع.

فسندريلا لن تنقذها الجنيات والفئران المتكلمة لأن لا وجود لهم! وإذا اصطدمتِ بزميل دراسة وتناثرت كتبك فهذا لا يعني أنكما ستقعان بقصة حب أسطورية، بل في الواقع قد يصرخ فيكِ أن تنظري أمامك! كذلك في الحياة الواقعية البطل لا يعيش للنهاية ويحصل على نهاية سعيدة، بل قد يموت في أي لحظة وأي عمر، ولا يجب أن يكون الموت دراميًا ويكون لديه الوقت لقول وصية من عشر صفحات لكل فرد من أفراد العائلة! كما أن الشرير قد يعيش بعد تلقي رصاصة بالرأس أو طعنة بالقلب، أما الطيب فقد ينجو من حادث أليم ويعيش أو قد يموت فجأة، فهذا قضاء وقدر ولا ضمانات في الحياة ولا وجود للحبكات الدرامية المتوقعة.

فإلى أي مدى تؤثر الروايات والحبكات الدرامية على توقعاتنا ورؤيتنا للحياة؟