في العلاقات، نجد أن التقدير الذاتي حجر الزاوية الذي يُثبّت أركان الحب والاحترام. لكن حين يصبح أحد الطرفين أسيرًا لمقارنات داخلية أو شعور بالدونية، تظهر توترات خفية قد تُرهق العلاقة. هذا الشعور غالبًا ما ينشأ من الاختلاف في الأدوار الاجتماعية أو الإنجازات المهنية، حيث ينظر أحدهما إلى الآخر على أنه أكثر إشراقًا، بينما يرى نفسه مجرد ظل.
وهنا تذكرت رأي جون غراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" أن التقدير الذاتي يساعد الشريكين على التعامل بوعي مع اختلافاتهما، حيث يمكن لكل طرف أن يشعر بالراحة مع نفسه ومع شريكه دون الحاجة إلى إثبات ذاته. فمثلا أنا كطرف في العلاقة عندما أشعر أني محبوب من الطرف الآخر وأنه يُقدّرني بصدق ولا ينظر لي كظل فهذا يقلل من التوترات الناجمة عن مقارنة الإنجازات أو الأدوار الاجتماعية ويعزز تجاوزي لها كوساوس عابرة وحسب. ولكن لا نغفل ما ذكر برواية "مدام بوفاري" حيث طرحت نظرة واقعية لتأثير تصورات الذات والمجتمع على القرارات العاطفية للطرفين فيتأثر شعورهما أو شعور أحدهما بقيمته نتيجة هذه التصورات، وغالبا ما نقع في هذا ونقدّر نظرة وتصور الآخرين لنا أكثر من نظرتنا أو نظرة شركائنا لنا.
وبرأيي الشخصي..حتى مع تقدير الشريك والآخرين لنا، لابد أن نقدّر أنفسنا أولا قبل أن ننتظر التقدير منهم.
فبرأيكم، كيف يمكننا تعزيز شعورنا بالتقدير الذاتي في العلاقات، بحيث لا يصبح بريق الشريك عبئًا نفسيًا علينا، بل دافعًا للتكامل والنمو المشترك؟
التعليقات