بسم الله الرحمن الرحيم
مُقتطَف من كتاب ( حقيقتُنا المُطلَقة ( الحياةُ والكونُ وقَدَرُ الإنسان ) ) ( 3 )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،
كتاب ( حقيقتُنا المُطلَقة ( الحياةُ والكونُ وقَدَرُ الإنسان ) )، تأليف: إدريان كوبر، نقله إلى العربية: أ.د. منذر محمود محمد، الناشر: دار الفرقد، الطبعة الأولى: 2019م.
( عند الوصول إلى المجال الطيفي عليك أن تذكِّرَ نفسك مرة أخرى أن هذا هو "عالم عقلي" حيث إن كل ما تفكر فيه أو تتخيله يصبح حالاً، حقيقة واقعة. إذا انتابك القلق على سبيل المثال، أو تخيلتَ وجود كائنات شريرة بالقرب منك، فإنك سوف تلتقي بمثل هذه الكائنات قريباً جداً بالرغم من أنها بالفعل غير حقيقية؛ بل هي في الواقع من نتاج مخيلتك. لهذا السبب، عليك أن تحافظ على جو من الفضول السلبي، كما أن عليك ألا تبالغ في ردة فعلك فيما يتعلق بالمحيط من حولك. من المفيد أن تتذكّر أن كل شخص موجود في المجال الطيفي الذي تتعرض له يتمتع بشخصية مشابهة ومستوى من التطور يشبهك إلى حد بعيد. إذا حدث أي شيء قد يتسبب في إثارة مخاوف لديك، أو يجعلك تشعر بعدم الراحة، فسيكون ذلك دائماً نتاجاً جانبياً من نتاجات عقلك. التحكم العقلي والانفعالي هو بالتالي في غاية الأهمية، في الوقت الذي تحافظ على وضع يتسم بالفضول الخفيف ). الصفحة ( 353 ).
{ ألا يعني هذا أنَّ المرء إذا تخيَّل أو فكَّرَ بشيء فإنه يخلقه في المجال الطيفي أو على الأقل يجذبه إن لم يكن يخلقه إلى المجال الطيفي من مكانٍ آخر أو من عالمٍ آخر أو شيء من هذا القبيل؟
ألا يعني هذا أنَّ كُلّ تخيلات الناس وخيالاتهم تتحقّق في أرض الواقع في المجال الطيفي سواءً بجلبها إلى المجال الطيفي من عالمٍ آخر أو من مكانٍ آخر أو عن طريق خلقها لا إرادياً في المجال الطيفي؟
حيث إن كان الخيال يتحقّق في أرض الواقع في المجال الطيفي فيجب أن يكون قد تمَّ خلقه سواءً إرادياً أو لا إرادياً أو يكون قد تمَّ جلبه من مكانٍ آخر أو من عالمٍ آخر إلى المجال الطيفي كما ذهب هذا الإنسان الذي يتحدَّث عنه المؤلّف إلى المجال الطيفي.
وإن كان قد تمَّ جلب هذه الخيالات من مكانٍ آخر فهل هذا يعني أنَّ خيالات الناس نابعة عن أمورٌ حقيقية في عوالمٍ أخرى يستشعرها الإنسان فيتخيلها في ذهنه ويكتب عنها الروايات والقصص وما إلى ذلك؟ ولكن كيف يستشعر الإنسان بهذه العوالم وبمن فيها وبقصصهم؟ ألا يعني هذا أنَّ الإنسان يمكنه إلتقاط شيء ما من الفضاء أو من الذهن كالمعلومات أو التخاطر الذهني أو شيء من هذا القبيل فيُترجمها إلى خيالات في ذهنه يذكُرها في الروايات والقصص التي يكتبها؟
لقد ذُكرت بعض الدراسات عن التخاطر الذهني في بعض الكُتب، ولكن هل حقاً يُمكن للتخاطر الذهني أن يصل إلى هذا المستوى بأن يكتب قصص الآخرين بتفاصيلها؟ فإن كان التخاطر الذهني قادرٌ على ذلك فلماذا لم يكتبوا المؤلفين قصص الناس في الأرض دون أن يستعلموا عنها؟ ولماذا لم يذكروا المؤلفين قدرتهم على ذلك؟ إلَّا إن كان التخاطر الذهني يمكنه أن يلتقط المعلومات أو يمكنه أن يقوم بفعل التخاطر الذهني عن طريق المجالات الطيفية أو العوالم الطيفية لسهولة تواصل العقل والخيال معها لما يبدو عليها أنَّها تشبه العوالم الخيالية والذهنية وما إلى ذلك فكأنها أي تلك العوالم الطيفية والذهنية تُشابه إلى حدٍّ ما في تكوّنها العقل والخيال والذهن أكثر من عالمنا الواقعي… هذا والله أعلم والسلام على الأقدم الأقدم الذي هو الأعلم.