بسم الله الرحمن الرحيم

مقتطفات من كتاب ( موسوعة بلومزبري في (فلسفة الطب النفسي) )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد 

كتاب ( موسوعة بلومزبري في ( فلسفة الطب النفسي ) )، ترجمة: د. مصطفى سمير عبد الرحيم، تقديم: د. عبد الله بن سعيد الشهري، ابن النديم للنشر والتوزيع - الجزائر- وهران، دار الروافد الثقافية - ناشرون، الحمراء، بيروت - لبنان.

14- ( يجادل فوكو نفسه بأنّ الجنون مبني اجتماعياً من خلال علاقات السلطة، ويتباين ويعتمد على المجتمع الذي يسعى إلى تعريف الجنون. على سبيل المثال، اعتُبر جموح أو تحدّي النساء أحد أعراض الاعتلال الذهني في أواخر القرن التاسع عشر، وسَبباً لتشخيص النساء بالهستيريا. في الوقت الحاضر، يمكن اعتبار التحدّي كعلامة على القوة النفسية للفرد أو القدرة على مقاومة التأثير والضغط غير الضروريين. وبهذه الطريقة، يُنتج المجتمع، من خلال آليات وممارسات الدولة المختلفة، "المجنون" عن طريق تصنيفه على أنه خارج المعايير الاجتماعية أو مقاوم لها ). الصفحة ( 555 ). 

15- ( في تحليل لإحدى أكثر التكنولوجيات التنبؤية استخداماً في الولايات المتحدة، وجدت الدراسة أنّ التفاوتات العرقية المهمة برزت عند استخدام برمجيات التنبؤ بمَنْ سيكرّر الاعتداء مرة أخرى. حيث كانت الأخطاء في تقييمات السود والبيض بنفس المعدلات تقريباً لكنّ النتائج تضمَّنت نوعاً مختلفاً من الأخطاء في التكهّن. كان السود المدّعى عليهم على الأرجح ضعف المدّعى عليهم من البيض فيما يتعلق بالتصنيف على أنهم يشكِّلون خطراً عالياً لارتكاب جرائم مستقبلية في حين غالباً ما يُساء تصنيف البيض على أنهم يُشكلون خطراً منخفضاً. كان السود الذين تمّ تصنيفهم على أنهم يمثلون خطراً أعلى، مع مرور الوقت، أقل احتمالاً في تكرار الاعتداء فعلياً في حين أنّ البيض الذين تمّ تصنيفهم على أنهم يمثلون خطراً أقل استمروا في تكرار الاعتداء فعلياً. قامَ التحليل بتقييم التقييمات المتلولدة بواسطة التكنولوجيا في مقاطعة بروارد بولاية فلوريدا ووجد أنّ 20 بالمائة فقط من أولئك الذين تنبأوا لهم أنهم سيرتكبون جرائم عنيفة فعلوا ذلك بالفعل. حتى عند عزل آثار العرق عن التاريخ الإجرامي والعودة إلى الإجرام، وجد المحققون أنّ السود المدّعى عليهم لا يزالون أكثر احتمالاً بنسبة 77 بالمائة للحصول على درجات تميّزهم على أنهم خطر محتمل أعلى من البيض المدّعى عليهم. كما تمّ تقييمهم في كثير من الأحيان على أنهم أكثر عرضة لارتكاب الجريمة العنيفة في المستقبل وأكثر احتمالية بنسبة 45 بالمائة لارتكاب جريمة مستقبلية من أي نوع. على الرغم من هذه أنّ التصنيفات كانت القائمة على الدرجات [ المتحصّلة ] من تكنولوجيا تقييم المخاطر، إلا أنّ السود، كمجموعة، يميلون إلى عدم المضي في تكرار الاعتداء في حين أن البيض المصنَّفين على أنهم يشكّلون خطراً أقل يميلون إلى ارتكاب جرائم أخرى بمعدلات أعلى بكثير. قام التحليل بفحص المعدلات المتوقعة للاعتداءات المتكررة وقارنها مع المعدلات الفعلية للاعتداءات المتكررة على مدار عامين. وعند النظر في توزيع درجات تقييم المخاطر للتنبؤ بالاعتداءات المتكررة بشكل عام وفي الاعتداءات العنيفة المتكررة بشكل خاص، كان السود المدّعى عليهم موزعين بشكل متساوٍ في الدرجات في حين سجّل البيض المدّعى عليهم تجمعات في الفئات الأقل خطورة. كذلك استكشف التحليل ما إذا كان الفرق بين الدرجات العالية والدرجات المنخفضة للاعتداءات المتكررة المحتملة مختلفاً بالنسبة للمدّعى عليهم السود والمدّعى عليهم البيض. كانت النتائج أنّ درجات "الخطر" تحققت بشكل مختلف بين المجموعات الفرعية العرقية. حيث كان البيض المدّعى عليهم الذين سُجِّلوا على أنهم خطر عال 3.61 مرة أكثر احتمالاً لتكرار الاعتداء من المدّعى عليهم من البيض الذين سُجِّلوا على أنهم خطر منخفض. تناقضَ هذا مع السود المدّعى عليهم الذين، مع تسجيلهم على أنهم خطر عال، كانوا 2.99 مرة فقط أكثر احتمالاً لتكرار الاعتداء من أولئك المدّعى عليهم من السود المصنّفين على أنهم خطر منخفض. وبشكل عام، كانت تكنولوجيا التصنيف الرياضية " أكثر ميلاً إلى إساءة تصنيف السود المدّعى عليهم على أنهم أكثر خطورة من البيض المدّعى عليهم ". عند الحدّ من تصنيف الخطر العال بجعله يشمل فقط الدرجات العالية (لا المتوسطة )، كان السود المدّعى عليهم أكثر احتمالاً بنسبة 16 بالمائة إلى أن يتم تصنيفهم زوراً على أنهم يشكّلون خطراً عالياً مقارنة بـ 5 بالمائة من البيض المدّعى عليهم ). الصفحة ( 572 - 573 - 574 ). 

كتاب ( موسوعة بلومزبري في ( فلسفة الطب النفسي ) )، ترجمة: د. مصطفى سمير عبد الرحيم، تقديم: د. عبد الله بن سعيد الشهري، ابن النديم للنشر والتوزيع - الجزائر- وهران، دار الروافد الثقافية - ناشرون، الحمراء، بيروت - لبنان.