عند تحليل صورة العلاقات الإنسانية نجد أن فرط التفكير وحدة النظر إلى التفاصيل تمنحنا صورة رديئة للعلاقات، الصورة الملئية بالغدر والخيانة والاستغلال وتوقع الأسوأ دوما مع التركيز على الأخطاء غير المقصودة، فكيف يستطيع الفرد النجاة من أفكاره وحدة نظره والحصول على صور جيدة للعلاقات لا رديئة؟
كتاب ربما عليك أن تكلم أحدا: إلى أي مدى يمنحك فرط التفكير وحدة النظر صورة رديئة عن العلاقات الإنسانية؟
ربما تكمن الإجابة في عنوان الكتاب، ربما عليك أن تكلم أحدا !
أسوأ عدو لنا هي أفكارنا لو لم نستطع السيطرة عليها، وبدلا من أن تظل الأفكار حبيسة عقلنا، علينا مشاركتها مع غيرنا لتضح لنا صور مختلفة ووجهات نظر مختلفة قد تجعلنا نفهم الناس بشكل أفضل، فالظن هو ما يجعل العلاقات رديئة فأنت تظن في فلان خيرا ويطلع شرا وتظن في غيره شرا ويطلع خيرا، بدون التجربة والتحدث مع الأخرين ومحاولة فهمهم لن يمكننا النجاة، أما لو تحدثنا وسألنا غيرنا ستكون طريقة جيدة للنجاة والاستفادة من خبرات الأخرين في نفس الوقت.
صحيح، لكن ماذا لو كان عقلك بالفعل يكوّن الصورة الرديئة حتى قبل أن تدركها أنت، وتظن أنت أنها الحقيقة بينما هو ماكونه عقلك فقط من ظن استباقي
في الواقع وبعد تجارب ما وجدته أن العقل لا يكون صورة رديئة بقدر ما يستقرأ المشاهد والحوادث بشكل دقيق، وهذه الدقة تجعلك تلاحظين أمرا قد تفوتيه لو تعاملتي على سجيتك.
ليس في المطلق.
أحيان كثيرة نسقط الأحكام لأسباب كثيرة منها تجارب سابقة مشوشة أو مؤذية، ومنها اختلاف الطباع الجذري.
صحيح واختلاف البيئة أيضاً والمجتمع فبعض الأفعال في مجتمع ما تكون عادية ومجتمع آخر تكون غير متقبلة وتدل على صفة سيئة في الشخص.
لهذا وجب دائما التنويه والإفصاح والعتاب، فإذا تضايق صديق مني ولم يخبرني السبب، أكتفي بالتساؤل عن ما أزعجه مني، فإذا لم يرد عليّ أخبرته بأنني غير قادر عن الاعتذار إلا ما أعلم أنني أخطأت فيه. يجب أن أعلم ما الذي تسبب مني في الإساءة، حتى لا أكررها مرة أخرى.
يقول المثل: العتاب للأحباب
أما من لا أكترث به، فهو مجرد صفحة أطويها وأمضي، ولا أكون مهتم أصلا بأن أحاول معاتبته أو محاسبته أو التصالح معه.
على قولة سقراط: تكلم حتى نعرفك
وكان قديما العرب يقولون، نحن نهاب الرجل حتى يتكلم، فإذا فعل، عرفنا قدره وحدثناه به
التعليقات