أعتقد أغلبنا قرأ رواية مشهورة جدا واكتشف أنها لا تستحق هذه الشهرة! وشهرتها ليست دليلا على جودتها بشكل عام؛ وهذا ما طرحه الكاتب جلال أمين في كتابه "كتب لها تاريخ" حينما أنتقد شهرة رواية الباب المفتوح للطيفة الزيات وقال إن المثقفين المصريين أثنوا على تلك الرواية ثناءً مبالغًا فيه ووصفوها بأنها انتصار لحرية المرأة، فغضوا الطرف عن نقاط الضعف الكثيرة في الرواية، منها أنها ساذجة لا تعالج مشكلة عويصة في المجتمع المصري لا من الناحية الاجتماعية ولا السياسية ولا الثقافية، كما أن ربط الرواية بتاريخ القضية الوطنية بمصر ربط سطحي، والعبارات المفرطة في عاطفيتها تجعل القارئ يمل ويقفز فوق هذه التعابير الثقيلة، غير هذا فإن الرواية لا بأس بها وحوارها ذكي. في نقده للرواية كان صريحا في طرحه، وكم من الروايات المشهورة التي تصادفنا سواء من أدب عالمي أو محلي وبعد إطلاعنا عليها نجدها لا تناسب تلك الضجة الحادثة عليها وحدث هذا معي في العديد من الروايات فمثلا رواية الفقراء لدوستويفسكي التي هي جيدة أيضا ولا خلاف على موهبة كاتبها ولكن لا أنكر أنه كان بها بعض الرتابة وأيضا قصتها مقتبسة بشكل ما من قصة المعطف لنيقولاي جوجول، وأيضا رواية الغريب لكامو التي تخلو من إبداع قصصي وروائي ولكنها مليئة بالفلسفة حتى أن طه حسين قال عنها أنها ثرثرة ليس إلا، وعلى المستوى المحلي فرواية الفيل الأزرق ذات الشهرة العالية فلم أجد فيها القدرة الأدبية التي تجعلني مهتما بكتب مراد وهذا ما يؤكده أغلب جمهوره حاليا، وللأمثلة الكثير حقيقة ولكني مهتم بمعرفة رأيك حول الروايات المشهورة التي قرأتها واكتشفت أنها لا تستحق هذه الشهرة؟ وهل تعتقد أن شهرة الأعمال الأدبية دليل على جودتها؟
كتاب كتب لها تاريخ : ما هي الرواية المشهورة التي قرأتها واكتشفت أنها لا تستحق هذه الشهرة؟
رواية أنتيخريستوس ..احترم كاتبها واحترم قراءها لكنها لا تروق لي.
هذه الرواية تستحق أن تكون دراسة واضحة لمعرفة كيفية عمل عقلية القراء وخاصة أن أغلبهم للأسف لا يتقبولن هذا النقد ويكون أغلبهم لا يقرأ وأنا أقدر أن معرفتهم قليلة بالأدب ولكن تمسكهم برأيهم ونكران أي رأي أخر هذا كارثة، فطالما أردد مثلك هي لا تروق لي على المستوى الأدبي وأنا لا أقول شيئا عن مؤلفها ولكن تنهال عليّ النظرات دائما الغريبة.
هذه الرواية تستحق أن تكون دراسة واضحة لمعرفة كيفية عمل عقلية القراء وخاصة أن أغلبهم للأسف لا يتقبولن هذا النقد ويكون أغلبهم لا يقرأ وأنا أقدر أن معرفتهم قليلة بالأدب ولكن تمسكهم برأيهم ونكران أي رأي أخر هذا كارثة،
اعتقد انهم لا يحتاجون فقط الى دراسة لادمغتهم، اننا بحاجة اولا الى دراسة نفسياتهم ، نفسياتهم المتعطشة للرعب والغرابة المتعبة نفسيا.
مشكلتي الاولى قبل ان افتح الكتاب نفسه هو الغلاف ، صورة الغلاف مؤذية للعين بشكل لا اتحمله، ولا اعتقد انه يمكن لشخص سوي بصريا ان يستمتع بذلك الغلاف الا اذا كان ذو ميول عنيفة، مع الاسف ذلك الغلاف هو الجاذب الاول للقراء، ففي احد الايام وجدت احدى الزميلات بينما كنا في سنوات الليسانس تطلب مني الذهاب معها للمكتبة ، وكانت تصف لي كتاب قد وقعت في غرامه وتريد شراءه وقراءته ذلك الاسبوع بشكل يدفع للفضول، بعد وصولنا للمكتبة وجدا تلك الفتاة انها لا تعرف العنوان لكنها اعجبت بالغلاف، وبعد ان وصفت لي شكله اخبرتها بالعنوان ....
صدمت تماما وقتها انها لا تعرف حتى العنوان او القصة، وان احدى زميلاتها نصحتها به لنفس السبب وهو الغلاف ..
في النهاية القراءة اذواق والصور ايضا اذواق، لكن الامر مبالغ فيه بالنسبة لهذا الكتاب في رأيي المتواضع.
لا اوافقك الرأي الكاتب كان ذكي جدا في اختيار الغلاف فالشخص الذي على الغلاف يشبه شخصية مشهورة تحدث عنها الدين مما يجعلك متحمس لشرائها وقراءتها وشخصيا قرأت فصول كثيرة منها و كنت ميتمتعة حقا بطابع الرعب النفسي الذي تحتويه.
يجب توضيح أن كل الآلام التي يشعر بها الإنسان ومنها أكل الفلفل الحار او حتى الرسم على الجسد بالتاتو و غيرها... تدفع الجهاز العصبي لإفراز ما يُعرف بـ"الأندورفينات" وهي عبارة عن بروتينيات تعمل على وقف الألم وتعمل بشكل مماثل بما يعرف بـ"المستحضرات الأفيونية" مثل المورفين وذلك لإثارة مشاعر النشوة.
بمعنى هذا شيء شائع جداً حتى في مجالات أخرى كالأكل لذلك لا يجب عليك نعتهم بأنهم مرضى نفسيين فقط لانهم يحبون طابع الرعب النفسي او النظر اليهم بدونية او استحقار.
بمعنى هذا شيء شائع جداً حتى في مجالات أخرى كالأكل لذلك لا يجب عليك نعتهم بأنهم مرضى نفسيين فقط لانهم يحبون طابع الرعب النفسي او النظر اليهم بدونية او استحقار.
ربما الزميلة خلود فقط لديها حساسية تجاه المناظر المرعبة هذه ولدي صديق يشعر بنفس الأمر في حال رأي بعض هذه الصور فهو لا يتحمل رؤيتها وتصيبه بالغثيان، فهي لم تقصد التقليل بأي شكل من الأشكال من القراء ولكن هذا الأمر لا يعجبها وربما يؤذيها، وفي النهاية الاختلاف في المشاهدة والقراءة هو من سنن الحياة فليس القصد إطلاقا التقليل من أي شخص، وعلى سبيل المثال دائما نسمع أن الفلسفة هراء ومن يقرأها لهو يقرأ علم لا ينفع وأشياء من هذا القبيل فهذا يعتبر تقليل من قيمة الفلسفة ومحبيها ولكن تمر الأمور هذه علينا ولا نكترث.
بعد وصولنا للمكتبة وجدا تلك الفتاة انها لا تعرف العنوان لكنها اعجبت بالغلاف، وبعد ان وصفت لي شكله اخبرتها بالعنوان ....
صدمت تماما وقتها انها لا تعرف حتى العنوان او القصة، وان احدى زميلاتها نصحتها به لنفس السبب وهو الغلاف ..
أثناء فترة عملي في مجال الكتب كان هذا الكتاب يباع منه بشكل يومي ويكاد يكون من المستحيل عدم بيعه مهما حاولت حتى اقناع العميل بالأفضل في مجال الرعب النفسي لو أراد أن يقرأ رعب نفسي جيد ولكن كان هذا الكتاب وغيره يتم شرائهم في الغالب من صغار السن بسبب ما سمعوه من أصدقائهم عنه فهم يحاولون فقط قراءة ما يقرأه الأصدقاء حتى يكونون معهم في المجموعة والكلام فالقراءة في هذا السن صعبة ومرهقة لهذا يختارون الأسهل لهم وكما تقولين هي أذواق ولكن الغلاف أساسا وحده يجلعك تنفر منه.
التعليقات