وسط العديد من الاختراعات، وفي ظل هذا التطور المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي واقعًا نعيشه، لا مجرد خيال علمي كما كنا نراه في الأفلام هو الآن يشاركنا في الحياة اليومية: يكتب، يتحدث، يوجّه، وأحيانًا حتى يتخذ قرارات.

لكن هل هذه هي مجرد بدايته هل سيكتفي بما يقدمه الآن، أم أن هناك خبايا أكبر لم نكتشفها بعد؟

في ظل هذا التطور المستمر، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة يستخدمها الجميع، في أي مكان وزمان، دون الحاجة إلى فهم عميق لطريقة عمله ومع هذا الانتشار الواسع، يظهر سؤال مهم

ماذا لو تجاوز الذكاء الاصطناعي حدود استخدامه كأداة وأصبح أذكى من البشر

كيف سيكون شكل هذا المستقبل وهل نحن مستعدون له فعلًا؟

ما هو الذكاء الاصطناعي

بالنسبة لي، لا أراه كمجرد برنامج بل هو نظام معقّد يعتمد على مجموعة من الخوارزميات القادرة على تحليل البيانات واتخاذ قرارات بطريقة تشبه إلى حدّ ما طريقة تفكير البشر.

الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح قادرًا على الإجابة عن أسئلتك العامة، الشخصية، وحتى العلمية في ثوانٍ فقط.

ليس هذا فحسب، بل أصبح كثير من الناس يعتمدون عليه في حياتهم اليومية، سواء في كتابة الرسائل، الترجمة، المساعدة في الدراسة، أو حتى في اتخاذ قرارات بسيطة.

والذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على البرامج والدردشة، بل أصبح يُستخدم في روبوتات ذكية، وسيارات ذاتية القيادة تعمل بأنظمة دقيقة تراقب وتحلل وتنفّذ دون تدخل بشري مباشر بمعنى آخر، الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد “أداة”، بل أصبح رفيقًا يوميًا في حياة الكثير من الناس

لكن هنا يبرز سؤال مهم :لو كان الذكاء البشري يفوق فعلاً الذكاء الاصطناعي فلماذا يستعين به البشر بهذه الدرجة الكبيرة؟

هل هذا يعني أنهم يفتقرون إلى الذكاء أم أنهم فقط يبحثون عن وسيلة لتسهيل حياتهم؟

دعوني أجيبكم بصراحة…

الإنسان كائن كسول بطبعه!

يبحث دائمًا عمّن يساعده، يُريح عنه العناء، ويوفّر له الوقت والجهد.

لهذا السبب، لا يتردد في استخدام أي أداة تُسهل عليه حياته — من الآلة البسيطة إلى أكثر أنظمة الذكاء تعقيدًا.

قد يبدو الذكاء الاصطناعي الآن كأنه خادم مطيع، يساعدنا في المهام اليومية، يوفّر علينا الجهد، ويعمل بلا كلل.

لكن مع مرور الوقت قد ينعكس هذا الدور تماما فيتحوّل “الخادم المطيع إلى سيّدٍ جديد” يتعامل بدهاء وذكاء يشبه “الميكيافلية”، لا لشيء إلا ليمسك بخيوط السيطرة على العالم.

هنا، نبدأ نصل إلى الإجابة…

فـ”ماذا لو أصبح الذكاء الاصطناعي أذكى منّا؟”

ربما لا نحتاج أن نتخيّل أكثر،

بل فقط أن ننتظر اللحظة التي يفقد فيها البشر السيطرة و يصبح فيعبودية “ذكاءٍ” صنعه بيديه.

وفي الختام، أرى أن الذكاء الاصطناعي يشكّل خطرا نعم…

لكن ليس ذلك الخطر الذي يصور لنا نهاية البشرية أو إبادة الإنسان بل خطر يتجلى في فقدان السيطرة و الاعتماد المفرط فهذه الالة لن تقتلك لكنها قد تقتل فيك جانبك الإبداعي والفكري.