قيمة الإنسان من الأشياءِ الثمينةِ التي لا يستطيع الفرد شراءها بحفنة من النقود، فهي كالصرح العملاق تُبني طوبة تلو الأخرى، وإن لم تكن القاعدة الأولى سليمة سوف يترنح الإنسان شيئًا فشيء.
البداية في منزل لا يشغلنا كان متواضع أم يفوق الخيال.. هنا تبدأ قيمة الإنسان في النمو بداية من صفة الاحترام التي يكتسبها من والديه ومحيط أسرته إن كانت هذه الأسرة ترعى القيم، وتهتم لشأن توريثها، حتى الأسرة التي لا يبيت الاحترام بينها قد تُنجب أبناء يتنصلون عن صفات هذه الأسرة الدنيئة، ويتطلعون إلي إكتساب صفة الاحترام هربًا من صفةٍ سلبية وُصفت بها الأسرة.
إذن حتي الأسرة السيئة تُنجبُ أبناء تُلهمهم البصيرة للتفريف بين أن يُكمل لينضم إلي صورة الأسرة داخل البرواز، أو يصبح مجبر على الهرب من وحل الصورة القديمة.
بيد لنا أن الشارع، وخارج حوائط منزل الأسرة لا يمكن لإنسان إكتساب صفة الاحترام، مهما كانت التداعيات الخارجية والتي يُكمل فيها سيره وفق النظام الموضوع له، أو الذي يختاره بملء إرادته.. سواء في مراحل تعليمه داخل المؤسسات المختلفة أم في سوق العمل الصارخ بالقيم المتضاربة.