هي أكثر من وجهات نظر، هكذا أفهم الأمر :
لنسلم بأن الله غير موجود، وأن وجدنا محض صدفة وما نحن سوى ذرة في كون جامد لا حياة فيه، في هذه الحالة تكون هذه الأفكار أكثر من مجرد وجهات نظر، ليست حقائق مطلقة ولكنها نتائج تتبع حقائق أخرى وهي أفكار معتبرة جداً والتصديق بها عقلاني، هكذا أفهم كلا منها وكيف يكون صحيحاً:
العدمية : بما أنه لا وجود لكيان إلهي ووجودنا ليس سوى صدفة في كون جامد، فلا وجود لأي معنى ولا قيمة لأي شيء وسبب ذلك ببساطة هو عدم وجود سبب يبرر وجود معنى لأي شيء، إذا كان وجودك صدفة فليس من المنطقي أن تسعى وراء تحقيق أي شيء باعتباره معنى أو سببا لوجودك لأن هذا ببساطة غير صحيح استناداً إلى الحقائق التي سلمنا بها مسبقاً.
الوجودية : ربما لا يوجد معنى محدد سلفاً من وجودنا ولا قيمة جوهرية لأي شيء، ولكن الإنسان نفسه قادر على إيجاد معاني وقيم للأشياء، بالنسبة لي عبارة "الوجود يسبق الجوهر" ليست سوى إعادة تعريف للمعنى من غاية لدى صانع الشئ إلا خاصية يلحقها الإنسان بالأشياء وهكذا يكون صنعك لمعنى لحياتك منطقياً ومبررا.
العبثية : بصراحة لم استطع فهم هذه الفكرة جيداً بعد وتبدو لي كوجهة نظر عن الحياة الجيدة أكثر من نتيجة أو فكرة تبررها حجج أخرى، ببساطة يبدو أن العبثية تدفعك للإقرار والتأكيد دائماً على عدم وجود معنى للحياة وترفض الوجودية أو التدين باعتبارهما هروبا من الواقع وانتحارا فلسفية، ولكنها تختلف عن العدمية في نظرتها الإيجابية لانعدام المعنى وترى بأن فعل كل شيء يظهر بأن فيه معنى مع تذكر أن هذا غير صحيح هو السبيل لعيش حياة جيدة (على الأغلب كلامي عن العبثية يبدو كهراء واقر بأنني لم افهمها جيداً بعد)
اتمنى ان ما قلته صحيح أو منطقي على الأقل.
التعليقات