دائما ما تتكرر في حديثنا عن الماضي افكار متشابهه مهما تغير محور النقاش او الموضوع، لكن المنطلق الذي تخرج منه هذه الاحكام واحد: تسخيف الحاضر وتفضيل الماضي عليه.
نسمع مثلا ان الماضي كان اكثر بركة، والناس اكثر فهما وثقافة، وان الفن قديما كان اصدق واعمق، وحتى ذكرياتنا الشخصيه نشعر احيانا ان روح الاماكن فيها كانت اجمل، المثير بالنسبة لي ان نفس هذه الشكاوى والافكار كننا نسمعها من اهلنا قديما عن ازمان صباهم، وتستمر هذه الافكار في التكرار عبر الاجيال دون توقف.
الاكثر لفتا للنظر انني اختبرت هذا التناقض في نفسي. مررت بايام كنت اعدها قاسية وثقيلة، تمنيت ان تنتهي سريعا، ثم بعد سنوات وجدتني اشتاق لها واراها مليئة بالحياة.
فما الذي يتغير هنا ؟ الايام نفسها، ام زاوية رؤيتنا لها؟ أم ان ذاكرتنا انتقائية !! تجعلنا لا نتذكر الايام كما عشناها وعايشناها بل كما نحتاج ان نتذكرها نفسيا؟َ!
ربما نحن نفقد الاحساس بالحياة ونحن نعيشها فنرغب في حياة مختلفة قبل ان نفهم الحياة التي بين ايدينا!.
هكذا نظلم الحاضر، ونمجد الماضي، ثم نكتشف متأخرين اننا لم ننتفع في ماضينا، ولا استمتعنا بحاضرنا
التعليقات