ما رأيكم في الخرافة التي كذبتها ملايين الوقائع و الصور و الأحداث في الصومال و غزة و سوريا و أفغانستان و في عدة بقاع من العالم قديما و حديثا ؟ هل فعلا يولد المولود و هو يحمل معه حقيبة مملوءة بالذهب و الألماس أم أن للمقولة تفسير آخر لا نعلمه ؟
خرافة : يأتي الطفل و رزقه معه !
أخي فتحي يجب الحذر
ما تصفه بـ«الخرافة» ليس مقولة شعبية عابرة، بل أصلُه آية محكمة في القرآن الكريم، ولا يصح التعامل معها بهذا التبسيط أو السخرية. يقول الله تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾
(الأنعام: 151)
ويقول أيضًا:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾
(الإسراء: 31)
الآية لا تقول إن الطفل يولد بحقيبة ذهب، ولا تدّعي أن الرزق ينزل بلا أسباب، بل تقرر مبدأ عقديًا:
أن الرزق من عند الله، وأن وجود الإنسان ليس عبئًا خارج مشيئة الرزّاق.
الخلل ليس في النص، بل غالبًا في فهمنا للنص.
فالقرآن يقرر في مواضع كثيرة أن السعي شرط:
﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾
أما ما نراه في غزة أو الصومال أو غيرها، فهو ظلم بشري، وحصار، وحروب، وفساد سياسي، لا تكذيب للآية.
الله لم يعد بحياة مرفهة، بل وعد بأن الرزق موجود بالقَدَر، وقد يُحجب بسبب ظلم البشر لا بسبب كذب الوعد الإلهي.
أما أولياء الله، فهؤلاء استثناء خاص، يأتيهم الرزق بلا حساب كما قال تعالى:
﴿يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
لكن هذا ليس قانونًا عامًا، بل كرامة خاصة.
الخلاصة:
النصوص القرآنية لا تخطئ، لكن عقولنا قد تخطئ في فهمها أو إسقاطها على الواقع.
ومشكلة الجوع في العالم ليست دليلًا على فشل الوعد الإلهي، بل شهادة إدانة للإنسان نفسه.
الرزق في القرآن لا يُقدَّم كمال جاهز يصل إلى الإنسان دون جهد بل كفرصة وقدرة يفتحها الله ويكون على الإنسان أن يسعى ويُحسن الاختيار. طريقة حضور الرزق في حياتنا تتأثر بقراراتنا بعدلنا أو ظلمنا بتخطيطنا أو إهمالنا. لذلك فالإيمان بالرزق لا يتعارض مع التفكير ولا مع تحمّل المسؤولية. وعلينا أيضًا أن نفكر جيدًا قبل الإنجاب فالله كتب لكل طفل رزقه لكن دورنا أن نسعى ونوفر له قدر ما نستطيع من رعاية وفرص تضمن له حياة كريمة.
هل قلت أنا غير ذلك؟؟؟؟؟
هذا اقتباس من تعليقي ربما لم يمر عليك:
فالقرآن يقرر في مواضع كثيرة أن السعي شرط: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾
التعليقات