في زحمة الحياة، نردد كلمة "إلى اللقاء" وكأنها وعد حتمي، بينما الحقيقة أن اللقاء القادم ليس مضمونًا. نتوهم أن الوقت ملكنا، نتصرف وكأننا قادرون على إيقافه أو تأجيله، لكن الوقت دائمًا هو المتحكم. هو الذي يترك بصمته على أجسادنا وأرواحنا، يجعلنا نكبر، نترهل، ونصطدم بحقيقة الفناء التي لا مفر منها.

نعيش أحيانًا في وهم أن لدينا متسعًا من الوقت، فنؤجل المشاعر والكلمات، نؤجل العناق والاعتذار، حتى يأتي يوم ونكتشف أن ما فات قد فات. يأتي الندم متأخرًا على كلمات لم تقال، ومشاعر لم تُعبر، وأشخاص تركناهم دون أن ندرك أن وداعهم قد يكون الأخير.

يظل الوقت يعزف لحنه الذي لا يرحم، حتى الأحقاد التي كان يمكن أن تزول مع أول ابتسامة أو كلمة طيبة، تصبح عبئًا ثقيلًا نتحمله في النهاية، بعدما غابت الفرصة للمصالحة.