من ضمن الأمور التي تعلمتها عن الخوف، أنه يخبرك أنك إن تجاوزته، ستكتشف حقيقة فطرتك الأصلية وما يتواجد خلف قناع هذا الجسد الذي ترتديه. إن من ضمن الشموع التي أضاعها الإنسان منذ الأزل -ولا يعني ذلك أنه فقدها، بل ضاعت منه بجهله- هي إدراكه بأنه مقدس مهما امتلك أو لم يمتلك؛ فهو غني ومقدس بفطرته الأصلية لأنه خُلق من خالق عظيم، فهو إذًا عظيم.
لقد كثرت الأفكار التي دنست هذا الإنسان، أولها التقليل من شأنه، وثانيها مقارنته بغيره لتقليل قيمته، وهذا يولد المزيد من الحقد والكراهية ويعمل كدوامة لا تنتهي إلا بزوال السبب من جذوره. أنت، أيها الإنسان، مقدس كما أنت، وما تفعله مقدس مهما كان بسيطًا أو كبيرًا. أنت مقدس مهما كذبت أفواه البشر الذين برمجوا أنفسهم على أنهم أقل شأنًا من غيرهم.
ولا تنسَ، عندما تدرك هذه القدسية، أن تحترم قدسية غيرك؛ فلا تهن أحدًا، ولا تشمت بأحد، فأنت تظن أنك ترمي الكرة على غيرك، ولا تعلم أنك ترميها على نفسك, وان ما تراه بالاخرين هو انت بالحقيقة راجع نفسك دوما ماذا تريد ان تعدل من برمجاتك.
هذا هو سبب الخفي لكراهيتك العميقة لجنس البشري وامنيتك ان يضمحل من الوجود باحثا عن شمعتك المقدسة التي اضعتها بيدك انت لا غيرك.
----
Khadija-ija
التعليقات