ما جواب مشكلة وجود الشر والمعاناة في هذا الكون عن وجه منطقي وعلمي؟ خصوصاً ما مقصد مصيبات الحياة؟
تخيّل لو كنت صانع لعبة فيديو وعرفت أن الشخصيات الذين صنعتهم يعانون وهم في ضيق فما وجه معاناتهم وأنت تستطيع أن تقرهم في السكون والأمان.
رغم اعتراضي الشديد على صيغة الطرح والتشبيه المتدني لكن على كل حال سأذكر لك الجواب.
في تجربة في ستينات القرن الماضي تم وضع مجموعة فئران في بيئة مثالية بلا خطر أو مشاكل وفي جو مناسب وحقل ممتلئ بالطعام، وهذا تقريباً ما ترغب به أنت من حيث المثالية والحياة الخالية من المشاكل، وأي شخص سطحي سيقول أن حياة هذه الفئران ستكون سعيدة للغاية، ولكن بعد ثلاثة شهور من التجربة وبعد الإنجاب والتأقلم بدأ العلماء يرصدون تصاعد في سلوك العنف حتى قتل كل الفئران بعضهم البعض، الشئ إذا ذاد عن حده انقلب لضده وهذا ما سيحدث لو كانت الحياة مثالية وجميلة.
رغم اعتراضي الشديد على صيغة الطرح والتشبيه المتدني لكن على كل حال سأذكر لك الجواب.
هذا ليس تشبيه متدني هذه معضلة فلسفية ودينية بالفعل وهذا اسمها "مشكلة الشر" فليس في الأمر ما يجعل العنوان وتشبيه صاحب المشاركة متدني، فهو يطرح وجهة نظر وسؤال جال بخاطره، فمهما كان السؤال بالنسبة لك غير مقبول أو أي شيء، ولكن لا يوجد ضرورة لقول (متدني وأي شخص سطحي ) فهذه أفكار وأسئلة تمر علينا في مراحل حياتنا ومن المنطقي أن لا نجد إجابة لها في أول الأمر لهذا نستفسر ونسأل.
سألت مثله لشيخي يا حمدي وجاء الرد بصفة جعلتني أسمع صوت الصفير في اذني، ثم قال تأدب عندما تسأل أو تفكر، وبالمناسبة كان سؤالي عن نفس هذا الأمر، وأكثر من شيخ عاب على صيغة السؤال وقال أنه حتى باسم الفلسفة لا يجب أن يكون كذلك.
سألت مثله لشيخي يا حمدي وجاء الرد بصفة جعلتني أسمع صوت الصفير في اذني، ثم قال تأدب عندما تسأل أو تفكر،
ولكن هذا رد فعل مبالغ فيه وليس فيه من الدين والتأدب، فالله كرمنا ورسولنا لم يصفع أحد على وجه لأن هذه إهانة، ولو تم التعامل مع الأسئلة المطروحة بهذه الطريقة فسينفر الناس من الأسئلة ، فمن حقنا أن نسأل ومن حقنا أن يتم الإجابة علينا ولكن بطريقة سهلة ولينة وليس هكذا، ولو حدث هذا معنا كما تقول في تجربتك، فلا يمكن أن ننقل نفس الطريقة إلى غيرنا ونقلل من أفكاره ونستخف بها، فربما بسبب التقليل هذا ينفر الشخص مننا وبالتالي نحن لا نفيده بقدر ما نضره.
إذا ما أعجبك السؤال فهل ترفض التوسع في أمور فلسفية كافة؟ أما جوابك فشكرا على المساهمة ومثل الفئران. أفهم منها الفكرة أن دون اختلاف الأحوال، تصبح الكائنات الحية متأقلمة بيئاتهم حيث تضيع مقصدهم للحياة نفسها. لكني أتساءل هل هناك ضرورة هذه القاعدة؟ حيث صانع لعبة (رغم رفضك هذا المثل) يمكنه أن يقيم قواعد اللعبة كما يشاء. فهو الذي يكتب الكود ويقرر الأهداف للعبته. أم هل هذه القاعدة مستقرة وموجودة في أي لعبة أو محاكاة افتراضية، أن التغييرات في المحاكاة حتماً تضرّ وتقلق الشخصيات الوعاة الذين يجربون ويعيشون المحاكاة؟ والسؤال هو الذي يجدر الفكر والتعريف حيث يعالج الوعي والوجود وحقيقة التجربة الإنسانية.
ومع كل هذا، نرجع إلى مسألة وجود الشر. وجود أمراض مثل السرطان وعيوب جينية غالباً تكون هذه المصيبات بلا سبب معين أي لم يرتكب أي ذنب أو جناية الذي يعاني من هذه الأمراض. ففي مثل الفئران كان القتل نتيجة أفعال الفئران دون النظر إلى قدرة التخير لدى الفئران. لكن بعض أشياء لا سبب ولا وجه لها. وفي هذه الأحوال هلّا نبحث عن جواب يشرح لنا الحقيقة؟
التعليقات