أن أختفي أن أهرب ذلك ما تتوق له نفسي أن أهرب من السماء الزرقاء ومن الشمس الحارقة أن أهرب من ضلال الغيلان القابعة في دهماء ذهني ، إذن هل هذا هو قدرك أيها الإنسان؟ أن تخر هاربا من كل شيء حتى نفسك إن كنت تعتبرها شيء بعد ولم تنكرها كما فعلت مع الوجود! فغريبة حقا هي الحياة تبعث إلينا نسمات رقيقة لتنفخ روح الحب في قلوبنا ثم تنقلب فجأة لرياح عاتية تعصف بأفئِدتنا وتلقي بها في بحر الكئابة الجليدي .لطالم كانت الحياة هكذا ماكرة ومتلاعبة مفتقرة للرحمة
الامعقولية المشطة للوجود
قال حكيم ذات مرة: "نعم الحياة مليئة بالصعوبات، ولكنها مليئة أيضًا بلحظات التغلب عليها."
لطالم كانت الحياة هكذا ماكرة ومتلاعبة مفتقرة للرحمة
ليست كذلك بل هي تعطيها بالقطارة فقط. هناك رحمة وهناك حب ولمسات جمال في الحياة ولكن الحياة تفضل أن تخرجها على دفعات متقطعة حتى لا تفقد معناها. الشيء إذا كثر قل قيمته، وبهذا المبدأ تمشي الحياة. يعني لو أعطتك الرحمة والسعادة دائمًا لأصبحت عملة عديمة القيمة.
الخدعة هنا أن نستجلب تلك الجماليات التي قلما تمن الحياة علينا بها، ونسعى لأن نحصل عليها بالقوة لو اضطررنا لذلك لا أن نتنظر الحياة لتصنع صدفة أو معجزة وتعطينا مما لديها.
نعم ولا أنكر أن الحياة تقدم لنا بعض اللحضات الجميلة لترويح عن النفس ولكن طبيعتنا البشرية تتأثر بلحضات الألم أكثر لما فيه من وقع عميق على الذات سمعت مرة شخص يقول نشوة الألم أقوى من نشوة الفرح فحقيقةً الآستجابة النفسية الوجدانية للألم أكثر حساسية من غيرها من المشاعر وربما هذا ما يجعل بعض الأشخاص تتغير طباعها بعد أن مرة بتجارب صعبة .أنا لا أنكر أن الحياة كبندول يتأرجح بين الفرح والألم ولكن هذا الأخير يُرَبِ الذات ويسحق كل ضعف مجبول فيها ليخلق شخص أفضل لا أكثر
التعليقات