عندما تقوم برسم شخص على ورقة، مهما كنت بارعا في الرسم ستكون هذه الصورة في بعدين فقط، طول و عرض. أي أن لها مساحة، و ليس لها حجم و ذلك لأنها تنتمي إلى بعدين. أما نحن فنقع في عالم ثلاثي الأبعاد، طول و عرض و عمق، أي أن لنا حجم. بالمقارنة بين البعد الثنائي و بين البعد الثلاثي، نجد أن الأخير أكثر تعقيداً و تطوراً، و نجد أن الشخص في البعد الثنائي أقل بكثير من الشخص في البعد الثلاثي.

في الفيزياء و الرياضيات تتغير القوانين و الحسابات و المعادلات لكل من البعدين. فمثلاً في البعد الثنائي تكون وحدة المساحة هي التربيع، و في البعد الثلاثي وحدة الحجم تكون التكعيب، و ليس للبعد الثنائي حجماً لكن للبعد الثلاثي حجماً و كذلك مساحة للأسطح.

و بالتالي يكون مستحيلاً أن نكون في البعد الثنائي و نستطيع أن نتعامل مع أو نرى أي شيء في البعد الثلاثي، فمن في البعد الثلاثي يقدر على أن يرى من في البعد الثنائي، و لكن العكس غير صحيح. فكيف إذا من الممكن لأي منصف أن يطالبنا و نحن ننتمي للبعد الثلاثي أن نرى خالقنا الذي هو أكثر تطوراً منا و ليس في نفس بعدنا، بل في بعد آخر لا نعلم عنه شيئاً ؟

و حتى البعد الرابع الذي تحدث عنه ألبرت آينشتاين في النظرية النسبية، و الذي يمثل الزمن و المكان ، و المعروف بالزمكان. هذا البعد يشكل تصورا نظرياً قام به آينشتاين، مبيناً إمكانية السفر عبر الزمن للماضي أو المستقبل في حالة قدرتنا على الوصول إلى سرعة الضوء. و بالطبع هذا كله نظري ولا تؤيده غير الفيزياء النظرية، و يبتعد عن الواقع تماماً.

السؤال يعيد نفسه مرة أخرى، إذا لم نستطع الوصول إلى عالم الزمكان، فكيف يكون منصفا أن يطالب أحد ما برؤية الخالق الذي لا يتواجد كذلك في هذا الزمكان، و موجود في بعد مجهول لنا و أكثر تعقيداً؟