وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

لماذا يستغفرون لا مستغفرون؟!

أي أتى بالصيغة الفعلية لا الاسمية، لماذا؟!

الفعل المضارع "يستغفرون" يدل على حدث في الزمن الحاضر أو المستقبل "أنا أكتب، قد يكون معناه أكتب الآن أو أكتب غداً"، فيدل الفعل على أن الاستغفار ليس صفة ثابتة فيه، فهو أحياناً يستغفر وأحياناً يغفل!

أما الاسم "مستغفرون" فيدل على الثبوت والاستقرار، أي إن الاستغفار ثابت في العبد، فهو دائم الاستغفار، لا يفتر عنه أبداً!

فلو قال الله مستغفرون، لكانت الآية تتحدث عن الشخص الذي لا يتوقف عن الاستغفار أبداً، وهذا يندر أن يكون، أي إن الاستغفار وإن لم يكن دائماً فهو مانع للعذاب!

كذلك قال الله تعالى:

وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ!

لم يقل يظلمون، دلالة على أن الهلاك لا يقع إلا إذا كان الظلمُ صفةً ثابتة فيهم!

فانظر إلى رحمة الله، وتأمل في دقة كلمات القرآن، فهو يرفع العذاب بالاستغفار حتى وإن لم يكن صفة ثابتة، ولا يُهلِك إلا إذا كان الظلم صفة ثابتة مستقرة!

والحمد لربنا الرحمن الرحيم